قالت مصادر محلية في قرية عين دارا، التي تقع على بعد 5 كيلو مترات جنوب مدينة عفرين و50 كيلو متر شمال حلب، أن مقاتلات تركية قصفت وفي جريمة نكراء جديدة موقع عين دارا الأثري قرب القرية ودمرت أجزاء واسعة من معبده الآرامي والذي يعود عمره إلى 10 آلاف عام خلت ويشكل ثروة وطنية فريدة من نوعها عالمياً.
وأوضحت المصادر لـ “الوطن أون لاين” أن المعبد والموقع الأثري لا يحوي أي وجود عسكري لوحدات “حماية الشعب”، ذات الأغلبية الكردية، والتي يستهدف الجيش التركي مواقعها العسكرية في عفرين ومحيطها لتلحق أضرار كبيرة في المعبد الأثري ذي البناء المتميز والدلالة الرمزية وتحوي قاعته الكبرى كسر لمنحوتات رؤوس أبي الهول على شكل صور رؤوس نساء ورؤوس أسود وحيوانات مجنحة.
ولفتت المصادر إلى أن الجيش التركي وضمن عملية “غصن الزيتون”، التي بدأها قبل 8 أيام، شن هجمات على العديد من المواقع الأثرية المنتشرة في ريف عفرين وألحق أذى بالغاً بها.
وأشار خبير آثار من عفرين لـ “الوطن أون لاين” إلى أن الدلالة الرمزية في معبد عين دارا تكمن في احتواء مدخله على طبعات أقدام عملاقة (طول الواحدة منها 1.7×0.55 متر) منحوتة في الصخر تدل على وجوب خلع الأحذية قبل دخول المعبد الذي توصل إلى قدس أقداسه القدم اليمنى.
ونوه الخبير إلى الأهمية الآثارية للمعبد، الذي يعود بناؤه الحالي إلى الفترة بين 1200 و740 قبل الميلاد، والذي يعتبر من أهم فنون عمارة سورية الشمالية القديمة وكان مخصصاً لعبادة الآلهة “عشتار” ورب الطقس “هدد”، بحسب المكتشفات الأثرية فيه.
وقال بأن الاكتشافات الأثرية تشير إلى أن القسم الجنوبي من موقع عين دارة، والتي هي عبارة عن قرية زراعية تعود إلى العصر الحجري، سكنها الإنسان قبل 10 آلاف عام بدليل الأدوات الصوانية المكتشفة فيه بينما يطلق على القسم الشمالي للموقع اسم المدينة التحتانية والتي كانت تحاط بسور وأبراج مرتفعة نهاية الألف الثانية قبل الميلاد.
حلب- الوطن أون لاين