قالت مصادر معارضة مقربة من الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة “العدالة والتنمية” التركية في إدلب وحلب “أن الاستخبارات التركية وجهت رسائل شفهية لها دعتها لعدم الانجرار وراء دعوة “هيئة تحرير الشام”، مظلة “جبهة النصرة” (جبهة فتح الشام حالياً)، بتشكيل جسم عسكري واحد بعد حل نفسها كما ادعت أمس”.
وقال مصدر مقرب من ميليشيا “فيلق الشام” لـ “الوطن أون لاين” أن الأوامر التركية تقضي برفض مبادرة “تحرير الشام” نهائياً على اعتبارها “مناورة” سياسية وعسكرية يراد منها تخفيف الضغط على “النصرة” التي تواجه ضغوط كبيرة من “التحالف الدولي” الذي تقوده واشنطن لشن ضربات عليها بعد سيطرتها على معظم مساحة إدلب.
وأوضح مصدر إعلامي مقرب من ميليشيا “حركة أحرار الشام الإسلامية” أن الحركة تبلغت الإملاءات التركية وعممت على جميع قادتها بعدم الإدلاء بأي تصريح حول الأمر وعدم حضور أي اجتماع يدعو إليه فرع تنظيم القاعدة في سورية بهدف تشكيله إدارة مدنية لإدارة المناطق التي يسيطر عليها في إدلب. ولفت إلى أن أنقرة في موقف لا تحسد عليه بعد أن وقعت في فخ دعم “النصرة” وتعويمها ثم معارضتها للهيمنة على المحافظة إبان جلاء موقف الإدارة الأمريكية حيالها على لسان أكثر من مسؤول فيها وسعيها لتحييد إدلب عن ضربات مرتقبة للتحالف.
ورأت المصادر أن ما جاء اليوم السبت على لسان رئيس المكتب السياسي في ميليشيا “جيش الإسلام” محمد علوش حول رفض مبادرة “النصرة” حل نفسها بشرط حل ميليشيات الشمال السوري نفسها يندرج في هذا السياق لأن جميع الدول الداعمة للميليشيات لا يمكنها رفض توجه واشنطن بمعاقبة “النصرة” وأخواتها في “تحرير الشام”.
وأفاد علوش في تصريحه بأنه مطلوب من “تحرير الشام” أن تثبت صدق نواياها ومراجعة فكرها ومنهجها قبل أي شيء وإبعاد كل الأشخاص الذين يحملون فكر “القاعدة” والإفراج عن المختطفين لديها “حتى نصدق أن صاحب الدعوة لا ينوي التستر بالفصائل والمجتمع المدني ليخرج نفسه من كهف السواد الذي اختطف به الثورة وأدخل نفسه فيما لا قبل له به”، على حد زعمه.
إلى ذلك، تماهت الميليشيات المكونة لغرفة عمليات “حوار كلس” الموالية لأنقرة في شمال حلب مع إذعانات استخباراتها وهاجمت العقيد الفار رياض الأسعد لحضوره المبادرة التي دعت إليها “تحرير الشام” في مدينة إدلب مع شخصيات أخرى أكاديمية وعسكرية ومدنية تحت عنوان “الإدارة المدنية”، في سياق دعوة “النصرة” لتشكيل إدارتين مدنية وعسكرية في الشمال السوري. ونعتت الغرفة مشاركة الأسعد بأنها “تطفل على الجيش الحر وادعاء تمثيله وقيادته في المنتديات الداخلية والخارجية على وسائل الإعلام”، وفق ما جاء في بيانها الذي أصدرته اليوم نزولا عند رغبة أنقرة التي لم يصدر منها أي موقف رسمي حول مبادرة “النصرة” حل نفسها.
يذكر أن القائد العسكري لـ “تحرير الشام” المدعو “ابو جابر” الشيخ كشف، في خطبة الجمعة بمدينة بنش أمس، عن أن الهيئة، التي سيطرت على معظم محافظة ادلب الشهر الفائت، مستعدة لحل نفسها على أن تحل جميع الميليشيات العاملة في الشمال السوري نفسها والاندماج تحت قيادة واحدة، وهو ما لاقى ردود فعل كثيرة معظمها غير مرحب بالطرح الذي يعد مخرجاً من الأزمة العميقة الذي تواجهها “النصرة” في إدلب والمناطق المتواجدة فيها على الأراضي السورية.
حلب- إدلب- الوطن أون لاين