تركيا وإرهابيوها يصعِّدون في «خفض التصعيد» وشرق الفرات
بعد هدوء حذر في الأيام الأخيرة في آخر منطقة لـ«خفض التصعيد» في إدلب وفي المناطق التي تحتلها تركيا شرقي نهر الفرات، واصل نظام رجب طيب أردوغان والتنظيمات الإرهابية التابعة له خروقاتهما باتجاه نقاط ارتكاز الجيش العربي السوري، في مسعى لتصعيد الوضع الميداني.
وأوضحت مصادر محلية في إدلب لـ«الوطن»، أن التنظيمات الإرهابية الممولة والتابعة للنظام التركي، صوبت نيران مدفعيتها نحو نقاط انتشار الجيش العربي السوري في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي وجنوبي طريق عام حلب اللاذقية، والمعروف بـ«M4»، بهدف خلق حالة من التوتر تحول دون تسيير مزيد من الدوريات المشتركة الروسية التركية على الطريق لمنع فتحه أمام المرور، بموجب «اتفاق موسكو» الروسي التركي في ٥ آذار الماضي.
وأشارت المصادر إلى أن الجيش العربي السوري رد على خروقات وقف إطلاق النار ودمر مرابض مدفعية استخدمها الإرهابيون في بلدتي دير سنبل وبنين بجبل الزاوية، في وقت عزز قواته عند خطوط التماس وفي المنطقة التي تشهد خروقات متكررة من إرهابيي أردوغان بين الحين والآخر.
في ريف حلب الغربي، رد الجيش العربي السوري على استهداف نقاطه في محيط الفوج ٤٦ بقذائف المدفعية التي مصدرها نقطة المراقبة التركية غير الشرعية في المنطقة، والتي خرق فيها الإرهابيون وجيش الاحتلال التركي التهدئة أكثر من ١٠ مرات خلال الشهرين الأخيرين، حسب قول مصدر ميداني في ريف حلب الغربي لـ«الوطن».
ولفت المصدر إلى أن جيش الاحتلال التركي واصل الليلة الماضية قصفه مناطق سيطرة الجيش العربي السوري في محيط بلدة تل رفعت، حيث توجد نقطة مراقبة روسية، وقرب بلدة الشيخ عيسى بريف حلب الشمالي، وذلك بعد يومين من قصف مناطق في سد الشهباء وقريتي سموقة وحليصة المتاخمة لمنطقة إعزاز، حيث مناطق هيمنة التنظيمات الإرهابية التابعة للنظام التركي.
من جهة أخرى وفي مناطق الاحتلال التركي شرقي الفرات، رد الجيش العربي السوري الليلة الماضية على القصف المدفعي الذي بدأه جيش الاحتلال التركي باتجاه نقاط ارتكازه في محور عين عيسى شمالي الرقة وجنوب طريق «M4»، الذي يصل البلدة بمدينة تل تمر بريف الحسكة، وذلك بعد أيام من فتح الطريق أمام حركة مرور المدنيين بمرافقة دورية من الشرطة العسكرية الروسية، ما أدى إلى توقف السير على الطريق الدولية التي يسيطر الاحتلال ومرتزقته على طرفها الشمالي، وفق قول مصادر أهلية في عين عيسى لـ«الوطن»، أكدت حدوث اشتباكات داخل البلدة بين الجيش العربي السوري وإرهابيي أردوغان الذين حاولوا التسلل إلى البلدة وأُرغموا على الانسحاب.
في سياق متصل، قالت مصادر معارضة مقربة من ميليشيا «حركة أحرار الشام»، التابعة لما يسمى «الجبهة الوطنية للتحرير» الموالية للاحتلال التركي، لـ«الوطن»: “إن جيش الاحتلال التركي بهدف فرض سيطرته المطلقة على إدلب، استقدم مدفعية هجومية ثقيلة أميركية الصنع، هي الأولى من نوعها، عيار ٢٠٣ ملم ومن طراز «M110 A2» إلى نقاط مراقبة جيش الاحتلال إلى الشمال من اوتوتستراد حلب اللاذقية مع عربات عسكرية هجومية أيضاً بعد أسبوع من نشر منظومات دفاع جوي على الحدود السورية، ما يدل على النوايا العدوانية لنظام أردوغان”.
وعزا مراقبون للوضع العسكري في إدلب لـ«الوطن» التحركات العسكرية التركية الأخيرة وارتفاع حدة خروقات جيش الاحتلال التركي وإرهابييه، إلى نية نظام أردوغان نشر الفوضى غربي وشرقي نهر الفرات، وفي إدلب على وجه التحديد.
الوطن – خالد زنكلو