أطاحت الدعوة التي وجهها المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا إلى «منصة القاهرة» بآمال «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض، بأن تكون ممثلاً وحيداً للمعارضات السورية في محادثات «جنيف 4» المقررة في 23 الجاري، وهو الأمر الذي كان سيتكرر أيضا مع دعوة مماثلة لـ«منصة موسكو» لو لم تعلن «تجميد مشاركتها»، في مؤشر يذهب باتجاه إصرار المبعوث الأممي على تشكيل الوفد الواحد للمعارضات بنفسه، وذلك في الفترة الممتدة ما بين اليوم الإثنين وحتى الخميس المقبل موعد المحادثات السورية السورية، على حين لن يصل وفد الجمهورية العربية السورية إلى جنيف إلا قبل ساعات من الموعد المحدد نظراً لعدم وجود أي حاجة للتباحث مع دي ميستورا بشكل مسبق، ليكون «جنيف 4» بذلك فرصة دي ميستورا الأخيرة، حيث تنتهي ولايته في الثامن من آذار القادم ما لم يمدد له.
وبحسب التصريحات التي أدلى بها لـ«الوطن» كل من المنسق العام لـ«هيئة التنسيق الوطنية» حسن عبد العظيم، ومنسق «منصة القاهرة» جهاد مقدسي، إضافة إلى نص رسالة الدعوة الأممية إلى الأخير لحضور «جنيف 4»، والتي حصلت عليها «الوطن» من مصادر دبلوماسية في جنيف، فإن دي ميستورا لم يكشف حتى الآن آلية تشكيل الوفد الواحد.
وقال عبد العظيم لـ«الوطن»: إن ما فهمناه خلال اجتماع الرياض أن المطالبة الدولية ذهبت باتجاه أن يتكون نصف وفد المعارضة من ممثلين عن الفصائل وعلى أساس ذلك اتجهنا لتشكيل وفد يضم 20 أو 21 فرداً نصفهم من الفصائل والباقي من القوى السياسية بمن فيهم ممثلون عن منصتي القاهرة وموسكو وبمعدل مندوب عن كل منصة، وبذلك يتكون الوفد المعارض الواحد الذي يمثل القوى السياسية والميدانية.
وأضاف: على هذا الأساس تلقت «الهيئة العليا للمفاوضات» الإثنين الماضي رسالة من المبعوث الأممي لدعوة وفدها إلى جنيف بدءاً من 20 الجاري للمناقشات مع دي ميستورا وعلى أن تبدأ العملية التفاوضية في 23 الجاري، وتابع معبراً عن آمال منصته: من الممكن أن يذهب البعض كما المرات الماضية، ليقيموا في الفنادق وقد يلتقون دي ميستورا، لكن من كان يتجه إلى مقر التفاوض في جنيف هو وفد «الهيئة العليا» فقط.
لكن دي ميستورا فاجأ «منصة الرياض» بدعوة «منصة القاهرة» كوفد «مستقل»، وأكد مقدسي لـ«الوطن» تلقينا الدعوة «كوفد مفاوض (…) مستقل لوحده وكمنصة».
ورفض مقدسي الكشف عن تفاصيل الدعوة، إلا أن «الوطن» حصلت عن نسخة منها، وهي مذيلة بتوقيع دي ميستورا بتاريخ أول من أمس السبت، وجاء في نصها: «يسرني أن أدعوكم لترشيح ثلاثة ممثلين عن منصة القاهرة للمشاركة في المفاوضات السورية السورية التي تعقد تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف، والممثلون يمكن أن يضاف لهم اثنان آخران كمستشارين».
وتشير الرسالة إلى أن دي ميستورا ماض بقراره لتشكيل وفد واحد للمعارضة بنفسه بعد إخفاق المعارضات بذلك، حيث حدد «3 مرشحين» عن «منصة القاهرة» في حين كان نصيب المنصة ضمن تشكيلة «منصة الرياض» واحداً، ورغم ذلك قال مقدسي: «يبدو أن الظروف لم تساعد دي ميستورا على فرض ما وعد بفرضه».
وتطابقت معلومات حصلت عليها «الوطن» مع تأكيد مقدسي أن دي ميستورا تواصل مع «منصة موسكو» وقدم لهم ذات العرض مثلنا (وفد مستقل وكامل الصلاحية وبمرجعية 2254) وارتأوا الاعتذار حتى اللحظة.
القيادي في «جبهة التغيير والتحرير» وعضو «منصة موسكو» فاتح جاموس تحدث بدوره لـ«الوطن» عن إمكانية العدول عن قرار المنصة بعدم المشاركة «وذلك بقدر قناعتنا بتنفيذ قرار 2254 وقناعتنا بندية عملية التوافق» مجدداً التأكيد أن الوفد الذي شكلته الرياض في التركيبة والبنية هو مخالف للقرار 2254.
الوطن