تنطلق اليوم الجولة السابعة من محادثات جنيف السورية على وقع الدفء في التنسيق الأميركي الروسي وما نتج عنه من اتفاق حول منطقة خفض تصعيد في جنوب غرب سورية، أثمر عن هدوء في الجنوب دخل حيز التنفيذ الساعة 12 ظهر أمس، مع تغير لافت في الموقف الفرنسي من الأزمة السورية.
ووصل أمس وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري إلى المدينة السويسرية جنيف للمشاركة في المحادثات السورية السورية التي يرعاها المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا.
وعلمت «الوطن» من مصادر مقربة من دي ميستورا، أن الأخير سيجري باكورة لقاءاته مع وفد الجمهورية الساعة 9 ونصف صباح اليوم بتوقيت جنيف، على أن يعقد عند الرابعة عصراً بتوقيت جنيف «الخامسة بتوقيت دمشق» مؤتمراً صحفياً.
وكان نائبه رمزي عز الدين رمزي، أكد عقب إجرائه مباحثات مطولة في دمشق السبت، مع نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد بحضور الجعفري أن جولة جنيف الحالية ستبحث السلال الأربع بالتوازي والمتعلقة بمكافحة الإرهاب والحكم والدستور والانتخابات مع مواصلة المشاورات التقنية حول المسائل القانونية والدستورية المتعلقة بالعملية السياسية.
في المقابل، أفادت وسائل إعلام عربية داعمة للمعارضة بأن وفد «منصة الرياض» وصل أمس إلى جنيف للمشاركة في المحادثات برئاسة نصر الحريري من دون أن يطرأ على تشكيلة الوفد أي تعديل، على حين لم يرشح أي أنباء حول مشاركة وفدي منصتي موسكو والقاهرة في هذه الجولة.
بدوره أكد عضو منصة الرياض منذر ماخوس في ظهور إعلامي له أمس أن جنيف الحالي «ينعقد في ظروف مختلفة تماماً»، مشيراً إلى أن لدى منصته «تحفظات على اتفاق الجنوب الذي تم التوصل إليه من دون مشاركة السوريين، وكان يمكن أن تشارك فصائل الجنوب فيه».
ومن أبرز التطورات التي سبقت هذه الجولة هو الاتفاق بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة هامبورغ الألمانية يوم الجمعة الماضي على إنشاء «منطقة تخفف تصعيد» جنوب غرب سورية، وبموازاة الهدوء الذي شهدته جبهات الجنوب عقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ أمس، وفق تأكيد مصادر أهلية لـ«الوطن» وكذلك مواقع معارضة، كانت واشنطن تكيل المديح للتعاون الجديد مع موسكو.
واعتبر مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي هيربرت ماكماستر أن لقاء بوتين وترامب أسّس للتعاون الروسي الأميركي في حل القضايا الدولية، وأشار في حديث للصحفيين نقلته وكالة «تاس» الروسية إلى أن ترامب ووزير خارجيته ريكس تيلرسون، «أصدرا في أعقاب الاجتماع مباشرة تعليماتهما الخاصة بضبط التعاون الروسي الأميركي»، معتبراً أن «من بين القضايا التي ستخضع قبل غيرها للتنسيق الثنائي هي الأزمة السورية».
الموقف الفرنسي أيضاً كان لافتاً قبل الجولة، إذ أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون في هامبورغ أول من أمس صراحة أنه «من غير المقبول أن تبقى التسوية السورية رهن رحيل الرئيس (بشار) الأسد، والمطالبة برحيل هذا الزعيم أو ذاك عن منصبه في بلد أو آخر».
الوطن – وكالات