حاتم علي.. قامة فنية حاضرة رغم الغياب
تمرّ اليوم الذكرى الرابعة لرحيل المخرج السوري الكبير حاتم علي الذي يعد واحداً من أهم المخرجين السوريين منذ النشأة الأولى للدراما السورية، تاركاً خلفه إرثاً من الإبداع والفن الراقي.
ويعتبر الراحل أحد عرّابي الدراما السورية في عصرها الذهبي، وهو قامة فنية حاضرة رغم الغياب على اعتباره أحد أساطير الإخراج في الوطن العربي بعد أن قدّم أعمالاً خالدة لا يمكن أن تُنسى، وقد أثبت من خلالها أنه صاحب عين ساحرة.
تميزت أعماله بلمسة إنسانية عميقة تجمع بين العمقين الفني والفكري وبين الجماهيرية الواسعة.
واستذكر المنتج زياد علي هذه الذكرى المؤلمة، فنشر صورة لشقيقه وعلق: «رحيلك يا أخي غصّة في القلب لا تموت حتى نموت، الذكرى الرابعة للرحيل، أسكنك الله فسيح جنانه».
المخرج الراحل من مواليد بلدة فيق في الجولان السوري المحتل سنة 1962، نزح مع عائلته إثر الاحتلال الإسرائيلي سنة 1967 وهو لم يتجاوز الخامسة من عمره، وسكن في دمشق ثم درس بعد نيله الشهادة الثانوية في المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل ليتخرج فيه عام 1986.
بدأ حياته الفنية كممثل في مسلسل «دائرة النار» عام 1988 ثم توالت مشاركاته في الأعمال الدرامية التي جسّد فيها شخصيات مختلفة، تتنوع بين الأدوار التاريخية والبدوية، منها مسلسلات «هجرة القلوب إلى القلوب، الخشخاش، العبابيد، أبو كامل2، الجوارح، بنت الضرة، مرايا، قوس قزح».
وتوجّه إلى الإخراج التلفزيوني في منتصف التسعينيات، حيث قدّم عدداً كبيراً من الأفلام التلفزيونية الروائية الطويلة وعدداً من الثلاثيات والسباعيات، وفي مرحلة متقدمة قدّم مجموعة من المسلسلات الاجتماعية والتاريخية، أهمها: «التغريبة الفلسطينية، الزير سالم، صلاح الدين الأيوبي، الفصول الأربعة، صقر قريش، مرايا، ربيع قرطبة، أحلام كبيرة، ملوك الطوائف، صراع على الرمال، الغفران، عائلتي وأنا، ندى الأيام».
أمّا على صعيد كتابة السيناريو، فقد ألّف فيلم «زائر الليل» الذي أخرجه محمد بدرخان، كما كتب مسلسل «القلاع» إلى جانب فيلم تلفزيوني بعنوان «الحصان» أخرجه بنفسه، وشارك في كتابة فيلم «آخر الليل» مع الكاتب عبد المجيد حيدر، وحصل من خلاله على أول جائزة كمخرج من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عام 1996.
وفي السينما، أخرج أفلام «سيلينا» و«العشاق» و«الليل الطويل» و«شغف» و«فضاءات رمادية».
نال حاتم علي العديد من الجوائز، منها ذهبية مهرجان الإذاعة والتلفزيون في القاهرة عن مسلسلي «الزير سالم» و«صلاح الدين الأيوبي»، وجائزة أدونيا عن مسلسل «التغريبة الفلسطينية».