سوريةسياسة

حدو لـ«الوطن»: نظام أردوغان قايض نقل «الجهاديين» إلى ليبيا بمنح جبال عفرين لـ«النصرة»

أكد المستشار الإعلامي السابق لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية، ريزان حدو، أن النظام التركي أرسل إرهابيين موالين له في سورية إلى ليبيا لدعم ما تسمى «حكومة الوفاق»، الإخونجية في مواجهة «الجيش الوطني الليبي»، لافتاً إلى اتفاق بين نظام أردوغان وتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي يقضي بتسهيل الأخير نقل وتطويع «جهاديين» غير سوريين من إدلب في مقابل تقدم النظام التركي جبال عفرين للتنظيم لتحولها إلى معقل رئيس يحميه أشبه بجبال «تورابورا» في أفغانستان.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال حدو في رده على سؤال حول ما يتم تداوله من أنباء عن نقل نظام أردوغان أعداداً من مرتزقته الإرهابيين من سورية إلى ليبيا للقتال هناك، قال: «كل هذه الأخبار صحيحة وقد أكدت لعدة مصادر بشكل شخصي صحة هذه الأنباء».
وأكد حدو «أن من بين الإرهابيين الذين كانوا يقاتلون في سورية وأرسلهم نظام أردوغان إلى ليبيا «مقاتلين وضباطاً منشقين وخبراء في المتفجرات»، مشيراً إلى أنه لا توجد أرقام دقيقة لمن تم نقلهم إلى ليبيا حتى الآن.
وفي وقت سابق من يوم أمس قالت صحيفة «العرب» الليبية: إن «إجمالي المقاتلين السوريين الذين وصلوا بالفعل خلال اليومين الماضيين (إلى ليبيا) هم بحدود ألف مقاتل»، لافتة إلى أن الرحلات كانت عبر شركتي الخطوط الليبية والخطوط الإفريقية»، موضحة أن عدد الرحلات المنفذة حتى الآن هي 4 رحلات بطائرات كبيرة.
ولفتت الصحيفة، إلى أن استعجال أردوغان بإرسال «مقاتلين» من سورية للوقوف إلى جانب «حكومة الوفاق»، في ظل المعلومات التي تفيد بتحقيق الجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر تقدماً كبيراً على أكثر من محور باتجاه العاصمة طرابلس، موضحة أن النظام التركي يخشى من سقوط طرابلس بأيدي الجيش الليبي لأنه بذلك يخسر معقلاً مهماً لجماعة «الإخوان المسلمين».
وأوضح حدو في تصريحه، أن الإعلام «يركز كثيراً على (ميليشيا) «فرقة السلطان مراد» و(ميليشيا) «لواء السلطان سليمان شاه» بأنهما من أبرز الفصائل التي وافقت على العرض التركي وهذا صحيح ولكن غُيّب ذكر أسماء فصائل أخرى تحمل مشاركتها دلائل وإشارات وهي «فيلق الشام» وهو يعتبر أحد أهم الأذرع العسكرية لتنظيم «الإخوان المسلمين» و«فرقة المعتصم» التي تعتبر مدينة مارع في ريف حلب الشمالي معقلها الرئيس».
ولفت حدو إلى أنه «لمشاركة «فرقة المعتصم» دلائل مهمة، فهي كانت من أهم الفصائل الموثوقة من واشنطن وتتلقى دعمها بشكل مباشر من «البنتاغون»، ناهيك عن أن «فرقة المعتصم» أوكلت لها المخابرات التركية مهمة الإشراف بشكل كامل على الفصائل القادمة من الغوطة الدمشقية وهي «فيلق الرحمن» و«جيش الإسلام» من جهة توزّعها في ريفي حلب الشمالي والشرقي ولجهة تنظيم وضبط العلاقة بينهما».
واعتبر حدو أنه «من غير المنطقي تصور أن تقدم «فرقة المعتصم» على مثل هكذا خطوة دون مباركة واشنطن أو على الأقل غضّ نظر منها».
وأوضح حدو أن هناك اتفاقاً بين «هيئة تحرير الشام» التي يتخذ منها تنظيم «النصرة» واجهة حالية له والنظام التركي يتمحور على «تسهيل الهيئة لعملية نقل وتطويع الجهاديين غير السوريين من الأوزبك والإيغور والشيشانيين والعرب الذين يوجدون في الأماكن الخاضعة لسيطرة الهيئة كخطوة أولى، على أن تتبعها خطوات أخرى تقرر بالاستناد إلى المتغيرات وظروف المعركة في ليبيا وفي أماكن أخرى».
وأشار حدو إلى أنه وفي المقابل ينص الاتفاق أن «تقدم أنقرة جبال عفرين لهيئة تحرير الشام لتحولها لمعقل رئيس يحميها من غارات الطيران، أي استنساخ تجربة تنظيم القاعدة في أفغانستان بمعنى تحويل جبال عفرين إلى تورابورا سورية».
وإن كان نقل هؤلاء الإرهابيين من سورية إلى ليبيا هو في مصلحة سورية، شدد حدو على أن «القضاء على الإرهابيين هو الحل الوحيد والأنجع، أما انتقال الإرهابيين من مكان لآخر لا يعتبر حلاً جذريّاً»، مشيراً إلى أنه «في بداية الحرب على سورية مئات الإرهابيين قدموا من ليبيا مروراً بتركيا إلى سورية ومازال السوريون يذكرون جيداً اسم الإرهابي الليبي عبد الكريم بلحاج، فمن يضمن إن انتصر الإرهابيون في ليبيا ألا يقرروا العودة مرة أخرى إلى سورية متسلحين بالإمكانات المادية والعسكرية التي ستوفرها لهم ثروات ليبيا».
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، ذكر أن المجموعات الإرهابية في منطقة عفرين المحتلة، افتتحت مراكز لتسجيل أسماء الأشخاص الراغبين بالذهاب للقتال في ليبيا برواتب مغرية تتراوح بين 1800 و2000 دولار أميركي لكل مسلح شهرياً.

موفق محمد

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock