حسابات حقل تركيا لا تنطبق على حساب بيدر “النصرة” غرب حلب
لا تماثل حسابات الحقل التركي حسابات بيدر “جبهة النصرة”، واجهة “هيئة تحرير الشام”، في موسم الحصاد العسكري للمعارك الدائرة مع ميليشيا “جبهة تحرير سوريا” في ريف حلب الغربي.
فلم تفلح مساعي أنقرة منذ مطلع شباط الماضي عبر تشكيل “تحرير سوريا” من دمج ميليشيا حركتي “نور الدين الزنكي” و”أحرار الشام الإسلامية” لمواجهة “النصرة” بريف حلب الغربي والاستيلاء على معاقلها الرئيسة فيه بخلاف ما جرى تحقيقه في ريف ادلب الجنوبي.
وظلت المعارك بين مد وجذر خلال الشهرين الفائتين غرب حلب بين الفريقين المتصارعين من دون ترجيح كفة فريق على آخر بما يخالف الأجندة التركية الراغبة بفرض هيمنتها على المنطقة الحيوية المتاخمة لمدينة حلب بعد أن نجح الجيش التركي بتثبيت نقطتي مراقبة في عندان بريف حلب الشمالي وفي تلة العيس بريف المحافظة الجنوبي بينما ظل واقع الريف الغربي القريب من حلب معلقاً بمدى النجاحات الميدانية لـ “تحرير سوريا” بما يساعد في تثبيت نقطة مراقبة توقف إطلاق النار بخلاف البعيد عنها في محيط مدينة دارة عزة وقلعة سمعان التاريخية (40 كيلو متر غرب حلب) حيث نشر الجيش التركي ثلاث نقاط مراقبة.
“النصرة”، وبحسب قول متابعين لسير المعارك لـ” الوطن أون لاين”، فهمت مغزى اللعبة الممارسة ضدها بـ “تشليحها” أهم معاقلها بريف حلب الغربي وبما يخدم الأجندة التركية، فعملت على إفشال المخطط التركي واستجمعت قواها أكثر من مرة واستنجدت بـ “الحزب الإسلامي التركستاني” الذي لبى النداء على الرغم من ولائه لأنقرة ولتتبدل قواعد اللعبة مجدداً باستعادة الفرع السوري لتنظيم القاعدة لمعظم معاقله ومقراته بعد أن خسر معظم مساحة الريف الغربي لحلب.
وتتمحور المعارك راهناً في بلدة كفرناها ومحيطها وفي محيط بلدة خان العسل والجمعيات السكنية المتاخمة لها بالإضافة إلى محيط مدينة دارة عزة في محاولة من “النصرة” لاستعادتها، وهي التي جمعت عديدها وعتادها للسيطرة على كامل الريف محل النزاع مع تركيا و”تحرير سوريا”، وبشكل خاص “الزنكي” على اعتبار المنطقة موطنها الأصلي وفيها أهم معاقلها.
حلب – الوطن أون لاين