حسون يزور مصياف والسقيلبية ومحردة.. “علينا صياغة خطاب ديني يوحد ولا يفرق”
أكد سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر حسون أن سورية تحتاج اليوم إلى كلمة محبة، والعمل الجاد والمخلص لإعادة بنائها، فالمعركة العسكرية اليوم في خواتيمها وثمَّة معركة قادمة هي ثقافية بامتياز، لذلك علينا قراءة قرآننا وإنجيلنا بلغة عصرنا مستهدين بمفسرينا.
وأكد سماحة المفتي خلال لقائه رجال الدين المسيحي في مطرانية الروم الأرثوذكس بحماة، ضرورة أن يبدأ المسجد والكنيسة بخطاب يجمع الشباب ويحاورهم ويعيدهم إلى الدين الحقيقي.
وقال سماحته: “يجب أن نرتقي بلغة خطابنا من الطائفية والمذهبية إلى الفكر العالمي، إلى المسامحة والمحبة والإخاء، فاجعلوا مدارسنا وجامعاتنا وجوامعنا وكنائسنا تجمع بين أبناء الوطن” .
وأكد سماحة المفتي أن لقائه برجال الدين المسيحي برعاية المطران نقولا بعلبكي هو كي نقول أن سورية الغد هي غير سورية الأمس.
و قدَّم المفتي التهاني للمطران بعلبكي لتنصيبه مطرانا ً لمطرانية الروم الأرثوذكس في حماة وتوابعها .
وثمَّن المطران نقولا بعلبكي هذه المبادرة الطيبة لسماحة المفتي وأشاد بخطابه الوطني والديني الحضاري وتركيزه على القواسم المشتركة التي تربط الإنسان بأخيه الإنسان في الوطن.
ودعا مفتي الجمهورية سماحة الشيخ أحمد بدر الدين حسون خلال لقائه الفعاليات الأهليّة والروحية في كل من مصياف والسقيلبية إلى تعزيز الروح الوطنية وتجديد الخطاب الديني في سورية لترسيخ قيم المحبة.
قال سماحة المفتي العام للجمهورية: إننا نحرص على الدوام على غرس قيم تقديس الإنسان بعد الله تعالى في نفوس أبنائنا وتحذيرهم من الاعتداء عليه تحت أي ذريعة أو مبرر”.
ودعا إلى ضرورة قراءة التاريخ من باب الحكمة وليس من باب الأحكام والانتفاخ العصبي وقراءة القران الكريم بلغة المعرفة لا بلغة الاستعلاء الذي يلغي غيره من الكتب والأديان السماوية.
وأكد أن الناس جميعهم على دين واحد ولكن بشرائع متعددة محذراً من مغبة إلباس الدين ثوب السياسة والعواقب الخطيرة من هذا الأمر من تفرقة وانقسام ومشاحنات بين أبناء الوطن الواحد بهدف تحريضهم على قتل بعضهم بعضا وتمزيق وحدتهم وإضعافهم ونشر الإرهاب والتطرف بين صفوفهم.
وأكد الدكتور حسون أنه مثلما انتصرت حلب على الإرهاب ستنتصر باقي المحافظات والمناطق السورية داعياً أهلنا في كل منطقة لا زال بعض أبنائهم يحملون السلاح في وجه الدولة إلى اخذ الموعظة من تطورات الأحداث والإسراع إلى تسليم أنفسهم وتسوية أوضاعهم والعودة إلى حضن الوطن حفاظاً على أرواحهم ومصلحتهم ومصلحة أسرهم.
وحذر سماحة المفتي من معركة ثقافية ذات طابع طائفي ومذهبي تحاول القوى الغربية المعادية أن تشنها ضد سورية خلال الفترة المقبلة الأمر الذي يستدعي توعية أبنائها وخاصة أجيال الشباب منهم من آثار هذه المعركة كما ينبغي على القيادات الدينية وخطباء المساجد أن يواجهوا هذه المعركة من خلال تطوير خطابهم الديني وتحويله من خطاب طائفي ومذهبي إلى خطاب عالمي يحاكي المرحلة القادمة بكل ظروفها وتداعياتها بهدف تحصين جيل الشباب من الفكر المتطرف والمعادي.
وزار سماحة المفتي العام للجمهورية مشروع مشفى الشهيد الرائد صالح عبد الهادي حيدر في قرية الصقلية بناحية سلحب واستمع من الشيخ شعبان منصور، أحد وجهاء المنطقة والمشرف على بناء المشفى الذي يجري حالياً بالعمل الأهلي، إلى شرح عن أقسام المشروع و المراحل التي وصل إليها الأعمال الانشائية فيه وأهميته الحيوية كحاجة ملحة لاهالي وسكان المنطقة.
ونوه الشيخ منصور بزيارة سماحة المفتي العام للجمهورية لموقع المشروع والتي تدل على اهتمامه ودعمه لهكذا مشروعات إنسانية وخيرية.
من جهته أكد الدكتور حسون أن الشيخ شعبان منصور من خلال هذا المشروع الإنساني والطبي الرائد أعطى مدرسة ونهجاً جديدا لسورية أراد من خلاله توجيه رسالة مفادها أن بناء مشفى من شانه بناء أجسام سليمة وعقول سليمة وبالتالي أرواح سليمة.
وختم سماحة المفتي العام للجمهورية بالقول سنبقى في سورية نبني في الوقت الذي يسعى الإرهابيون فيه إلى الخراب والتدمير ونحب وهم يحقدون ونسامح وهم يشتمون وندعو للمحبة والسلام وهم يدعون لسفك الدماء والكراهية والتطرف.
محمد خبازي – حماة – الوطن أون لاين