«حماية الشعب» تسحب مقاتليها كي لا تعطي ذريعة لأنقرة.. «تل رفعت» ما زال مصيرها معلّقاً
تضاربت الأنباء أمس حول مصير مدينة تل رفعت، وبعد الأخبار التي بثها الإعلام التركي حول دخول القوات التركية والميليشيات المسلحة المتحالفة معها إلى المدينة، أكد مصدر في «وحدات حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية، أنها لا تزال بقبضة اللجان الشعبية الرديفة للجيش العربي السوري له.
وأكد المصدر لـ«الوطن» أن القوات الرديفة لم تنسحب من المدينة بخلاف ما ذكرت وسائل الإعلام التركية، نافياً في الوقت ذاته وجود مقاتلين لـ«حماية الشعب» في تل رفعت والمنطقة المحيطة بها، لأنها انسحبت من المنطقة كي لا تعطي ذريعة لأنقرة للتدخل عسكرياً فيها.
وأشار المصدر إلى أن عملية «غصن الزيتون» التي سيطر فيها جيش الاحتلال التركي ومرتزقته على منطقة عفرين بشكل كامل، تتضمن أيضاً السيطرة على تل رفعت كوجهة ثانية لها قبل منبج، إلا أن مصيرها لا يزال «معلقاً» حتى الآن.
مصدر معارض مقرب من ميليشيا «الجيش الحر» أكد لـ«الوطن» أن الجيش التركي وميليشياته لم تتحرك بعد نحو المدينة، وأن الأوامر من أنقرة قد تصدر خلال يومين إلى ثلاثة أيام وربما إلى مطلع الشهر المقبل، كما ذكر متزعم إحدى الميليشيات في ما يدعى «الجيش الثالث» التابع لـ«الحر» لوسيلة إعلام معارضة، أن القوات التركية لم تستلم «تل رفعت»، وأن دخول الجيش التركي إليها اقتصر على وفد عسكري للقاء الروس الذين لا يزالون يحتفظون بـ«قوة فصل» فيها.
وبين خبراء عسكريون لـ«الوطن» أن لا أهمية عسكرية كبيرة لـ«تل رفعت» والمنطقة المحيطة بها، لأنها لا تقع على الطريق العام الذي يصل بلدتي نبل والزهراء بإعزاز عند الحدود التركية، والتي انتشر الجيش السوري في التجمعات السكنية الواقعة على الطريق وأهمها بلدة دير الجمال جنوب غرب إعزاز.
إلى ذلك نقلت وكالة «رويترز» عن جيش النظام التركي قوله في بيان له أمس: إن «جنديين تركيين قتلا جراء انفجار عبوة ناسفة في منطقة عفرين»، كما استشهد سبعة مواطنين على الأقل من عائلة واحدة، هم رجل وزوجته و5 من أشقائه بينهم 3 إناث، جراء انفجار لغم في المدينة التي تحتلها القوات التركية.
في الأثناء برزت تصريحات تصعيدية خارجة عن واشنطن تجاه النظام التركي، عبر عنها مستشار الأمن القومي الأميركي الجديد جون بولتون بالقول: إن أميركا بحاجة إلى تركيا كحليف غربي، غير أن أردوغان يفعل عكس هذا ويحاول إخراج تركيا من حلف «ناتو».
يأتي هذا التصريح بعد يوم من إعلان رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، في ختام محادثات أجراها قادة دول الاتحاد مع أردوغان في مدينة فارنا البلغارية، عدم التوصل إلى أي حل وسط محدد»، وأن الاتحاد «قلق إزاء عدم تقيد الرئيس التركي بسيادة القانون في سياسته الداخلية وتحركاته في سورية».
الوطن