أنهت الحرب على عفرين، وبمشاركة أكثر من 30 ألف مهاجم من القوات الخاصة التركية ومسلحي ميليشاتها، يومها الـ24 أمس بالسيطرة على 5 بالمئة فقط من مساحتها الجغرافية، الأمر الذي يشكل فشلاً ذريعاً للقيادة العسكرية والسياسية التركية التي توقعت أن تحسم عملية «غصن الزيتون» خلال «فترة قصيرة جداً».
وأكد مصدر ميداني في «وحدات حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية والتي تسيطر على عفرين، لـ«الوطن» أن سياسة القضم التركية لريف إدلب لم تنجح في تحقيق خروقات مهمة توازي الزج بنحو 20 ألف مسلح من ميليشيا «الجيش الحر» و«درع الفرات» وأكثر من 10 آلاف من قوات النخبة من الجيش التركي في الغزو الذي انطلق في 20 الشهر الفائت.
وأضاف المصدر: «سيطرة تركيا على عفرين أو حتى حصارها يستلزم شهوراً طويلة، هذا إذا سارت الأمور في جبهات القتال على النحو السابق، وهو ما لا يتحمله الوضع الداخلي في تركيا ولا الوضع الإقليمي والدولي الذي يسير في غير صالحها مع استمرار جورها وصلفها في تعمد قتل المدنيين والتدمير الممنهج للبنية التحتية»، لافتاً إلى أن مقاومة الوحدات ستزداد مع كل شبر يستولي عليه الأتراك مستقبلاً.
وأوضح المصدر بأن سياسة القضم التدريجي التركية لأراضي عفرين لم تؤت ثمارها المرجوة وفق ما هو مخطط لها «الأمر الذي أرغمهم على استقدام تعزيزات تركية جديدة وأكثر من 800 مسلح من ميليشياتها، معظمهم من «فرقة الحمزة»، خلال الأيام الأخيرة على أمل إحداث تطور ميداني ذي أهمية يرفع معنوياتهم ويبرر استمرار غزوهم».
وعزا المصدر تواضع النتائج الميدانية التركية لـ«غصن الزيتون» إلى اتكال الجيش التركي على ميليشيات «مرتزقة» اعتادوا على السلب والنهب والخطف ولا يؤمنون بأهداف العملية العسكرية التركية التي سيجري وأدها من دون تحقيق المراد منها».
إلى ذلك كشف القائد العام لوحدات حماية الشعب سيبان حمو في لقاء مع «الميادين»، أن هناك تنسيقاً يجري بين وحدات حماية الشعب والجيش السوري في عفرين.
ودعا حمو في مقابلته الجيش السوري لإرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، وقال: «نطالب الجيش السوري بتحمل مسؤولياته تجاه عفرين بعد العدوان التركي»، معتبراً أن «وحدات الحماية» ستواجه الجيش التركي لو قرر دخول منبج.
هذه التصريحات جاءت في أعقاب الكلام الأميركي على لسان وزير الدفاع جيمس ماتيس، الذي اعتبر أن قسماً من مسلحي «قوات سورية الديمقراطية- قسد» التي تدعمها بلاده، توجهوا إلى عفرين من المناطق الأخرى في سورية الخاضعة لسيطرتها، بعد عملية «غصن الزيتون».
وقال وفق ما ذكرت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء: إن «الوضع في عفرين شتت تركيز نحو 50 بالمئة أو أكثر أو أقل من «قسد» يرون أصدقاءهم يتعرضون لهجوم في عفرين، وثمة بعض الوحدات توجهت إلى هناك».
في الأثناء، أفادت مصادر أهلية بأن «قذائف مدفعية النظام التركي استهدفت محطة المياه في قرية كفر صفرة بناحية جنديريس، ما تسبب بتوقف المحطة عن ضخ المياه لمركز الناحية وعشرات القرى التابعة لها».
الوطن – وكالات