أعلنت كازاخستان انتهاء التحضيرات لاستضافة محادثات أستانا بين الحكومة السورية والمعارضة، التي سيكون التمثيل الروسي فيها على مستوى الخبراء، بالتزامن مع تكثيف موسكو لمباحثاتها مع ممثلي المعارضة المسلحة التي حاولت استجداء الإدارة الأميركية المقبلة طلباً للدعم، في حين رجح المعارض منذر خدام، أن تؤدي محادثات أستانا إلى مزيد من «التشظي» خصوصاً في «الائتلاف» و«الهيئة العليا للمفاوصات».
وقال النائب الأول لوزير الخارجية الكازاخستاني مختار تليوبردي، حسب وكالة «إنترفاكس» الروسية: «بلادنا ترحب باستضافة المفاوضات ونحن مستعدون لتقديم الحلبة اللازمة لذلك، بينما تعتمد العملية التفاوضية بحد ذاتها والقضايا التي سيتم بحثها على المشاركين في هذه المفاوضات، وصرنا جاهزين من جهتنا لاستقبال المتفاوضين».
على خط مواز، أعلن المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، للصحفيين، حسب وكالة «سبوتنيك»، أن تمثيل روسيا في هذه المباحثات سيكون على مستوى الخبراء، بعدما أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن «أستانا» تمثل تكملة للعملية السياسية في جنيف وليس بديلاً عنها.
أما وزير خارجيته سيرغي لافروف فاتفق هاتفياً مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو على «ضرورة احترام وقف إطلاق النار في سورية مع الاستمرار في محاربة الجماعات الإرهابية».
في غضون ذلك بحث المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول إفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، «الوضع العسكري السياسي في سورية مع مجموعة من المعارضين السوريين على رأسهم جنرالات في المعارضة، ومنهم مصطفى الشيخ وخالد الحلبي»، بحسب بيان للخارجية الروسية نقله موقع «روسيا اليوم»، وذلك بموازاة ما نقلته مواقع إلكترونية معارضة، عن مصادر قولها: إن ممثلين عن الميليشيات المسلحة الموقعة على اتفاق «وقف إطلاق النار» وعن «الائتلاف» المعارض و«الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة سيجتمعون (اليوم) الأربعاء في العاصمة التركية أنقرة مع وفد روسي، وذلك ضمن الاجتماع التحضيري لمحادثات أستانا، ومراجعة بنود اتفاق وقف إطلاق النار.
من جهتها، ذكرت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» المصرية أن «فصائل المعارضة المسلحة» السورية أعلنت انضمامها إلى محادثات الخبراء الروس والأتراك، في يومها الثاني بأنقرة للتحضير لمفاوضات أستانا، لمراجعة بنود اتفاق وقف إطلاق النار والخروقات وسبل التعامل معها.
من جهة ثانية، قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في مقابلة مع صحيفة «ازفستيا» الروسية نشرت أمس: «إن دولاً محددة في مجلس الأمن أسهمت منذ البداية في إثارة الأزمة في سورية لا تزال تحرض وتسعى لإشعالها، وهي عاجزة عن التخلي عن أهدافها الرامية للإطاحة بالحكومة السورية».
وفي الداخل وخلال تصريح لـ«الوطن» أعرب المعارض منذر خدام أن اقتصار أستانا على ممثلين عن فصائل المعارضة المسلحة التي وقعت اتفاق وقف إطلاق النار، وممثلين عن الحكومة السورية «أفضل كخطوة أولى نظرا لأنها هي القوى الممسكة بالأرض، وأعتقد أيضاً أن الوفد الحكومي السوري سيقتصر على العسكريين».
وحول ردود فعل المعارضات السياسية، رجح خدام «حصول مزيد من التشظي خصوصاً في الائتلاف وفي الهيئة العليا للمفاوصات».
في الأثناء اعتبر المتحدث باسم ميليشيا «الجيش الحر» أسامه أبو زيد، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أعطى «المعارضة السورية» آمالاً مزيفة، لافتاً إلى أنه يأمل بإدارة أميركية مختلفة مع تولي دونالد ترامب رئاسة أميركا في الـ20 من الشهر الجاري، حسب صحيفة «رأي اليوم» الإلكترونية.
وعبر أبو زيد عن طموحه بأن يحدث اختلاف في إدارة ترامب بالتعاطي مع الملف السوري، حيث وصف أوباما قائلاً: «كان يعطينا وعوداً بنفس الوقت الذي يوقع فيه الاتفاق النووي مع إيران».
الوطن – وكالات