داغستاني: صالات الألعاب الإلكترونية ممكن أن تكون حاضنة لأمور غير أخلاقية
أكد مدير المهن والرخص في محافظة دمشق هيثم داغستاني تشدد محافظة دمشق في منع صالات الألعاب الإلكترونية ومعاقبتها تطبيقاً لقرار مجلس المحافظة رقم 10 لعام 2019 الذي تضمن عدم الموافقة على عمل صالات الألعاب الإلكترونية والكرة الحديدية، وإلغاء القائم منها، كونها تؤدي إلى تجمع الأطفال بشكل غير مدروس أو مراقب، وقد تكون حاضنة لأمور غير أخلاقية.
وكشف داغستاني في حديثه لـ«الوطن» عن إغلاق 125 صالة ألعاب إلكترونية في العام الحالي، من بينها نحو 20 صالة كانت مرخصة على أنها مقاهي إنترنت. مبيناً أن العقوبات تكون بالإغلاق لمدة 37 يوماً كحد أعلى دون مصادرة التجهيزات كونها تعد ملكاً خاصاً، منوّهاً بعدم وجود عقوبة إغلاق دائمة، مضيفاً: يتوجب على صاحب الصالة كتابة تعهد خطي بعدم مزاولة المهنة مرة أخرى، إلا أنه ورغم ذلك يعاود البعض مزاولة العمل وافتتاح الصالة مرة أخرى، وتابع: أي محل تتم معاقبته يوضع تحت المتابعة وفي حال تكرار المخالفة ولو ليوم واحد يعاد إغلاقه مرة أخرى لمدة 37 يوماً أيضاً.
لافتاً إلى وجود بعض الحالات التي يتم فيها استبدال المهنة بمهنة أخرى ويتم استبدال الإغلاق بغرامة مالية مقدارها 3 آلاف ليرة عن كل يوم، إضافة إلى غرامة قرار مقدارها 5 آلاف ليرة، أي يكون مجموع المبلغ المترتب على المحل الواحد نحو 120 ألف ليرة.
واقترح داغستاني في حال تم ترخيص هذه المهنة أن تكون مراقبة من قبل جهة تربوية وثقافية مسؤولة عن هذه الألعاب، كون بعضها قد يؤدي إلى عنف وأمور غير أخلاقية، وأن تكون مختصة بالألعاب الفكرية وألعاب التنمية، بما أن الألعاب الإلكترونية هي نشاط مطلوب ومرغوب من قبل الأطفال ولا يمكن منعه بشكل كامل، باستثناء الألعاب التي تضر فمن الممكن هنا تدخل وزارة الثقافة التي بإمكانها حجب بعض الألعاب ومنعها.
وكشف داغستاني عن وجود دراسة في مجلس المحافظة لتنظيم صالات الألعاب الكهربائية كألعاب السيارات الكهربائية في المولات والصالات والاستراحات فقط، ضمن اشتراطات معينة بالاتفاق مع وزارة السياحة كونها الجهة المسؤولة عن إعطاء الترخيص والتأهيل السياحي لها، وبالتالي هي من يعطي الرخص لهذه الصالات الموجودة.
وأضاف: صالات الألعاب الكهربائية يتم ترخيصها الآن بموجب قرار من المكتب التنفيذي، ولكن ما يتم العمل عليه الآن هو تنظيم لهذه المهنة فقط كون بعض هذه الصالات تحتوي على ألعاب إلكترونية، مشيراً إلى أن الوضع هنا لا يكون خطيراً كون هذه الصالات غير مخبأة في حارات ضيقة.
بدورها أكدت المرشدة النفسية ومدربة الدعم النفسي والاجتماعي في وزارة التربية يسار دروبي أن الألعاب الإلكترونية سواء كانت في الصالات أم في المنزل تؤثر على الناحية الأخلاقية للأطفال كونها تترافق بالتلفظ بالشتائم أثناء اللعب مع أصدقائهم في ألعاب السباق والتنافس وما شابه، إضافة إلى أن الطفل يصبح لديه حالة من التذبذب كون أهله يعلمونه قيماً ومبادئ أخلاقية معينة تتعارض مع ما يتعرض له أثناء اللعب، من خلال الرسائل التي تحملها هذه الألعاب الإلكترونية.
وأضافت: وقد تكون صالات الألعاب الإلكترونية مكاناً يتعلم فيه الأطفال المقامرة والتدخين أيضاً، باعتبارها تحتوي على شرائح عمرية مختلفة، فهي مكان يجمع الأطفال مع المراهقين مع الشباب، ناهيك عن عدم وجود أشخاص متعلمين يديرون هذه الصالات ويراقبون نوعية الألعاب التي يلعب فيها الأطفال.
وأشارت دروبي إلى أن تنظيم صالات الألعاب الإلكترونية يحتاج تعاون المجتمع المحلي بأكمله من خلال التنسيق بين الأهل واللجان المحلية ومختار الحي والبلدية وغيرها من الأمور التنظيمية، بحيث تمنع هذه الصالات أو أن تكون بشكل إيجابي من خلال احتوائها على نشاطات رياضية وفكرية وغيرها من النشاطات غير المضرة، والإشراف عليها من قبل أشخاص مختصين ومعلمين وذوي خبرة، كما أن للأهل دوراً بمنع أطفالهم من ارتياد هذه الصالات.
ولفتت إلى أن هذه الألعاب تؤثر على الأطفال صحياً من خلال حدوث نوبات صرع لديهم بحسب آخر الدراسات وبحسب ما أشار إليه الكثير من الأطباء السوريين وفق الحالات التي ترد إليهم، كما أنها تؤدي إلى ضعف بصر وانحناء بالظهر وتقوس العمود الفقري وانتشار السمنة لديهم نتيجة قلة الحركة والبعد عن الأنشطة الرياضية، إضافة لتدميرها أدمغتهم كونها تعوق تطور الدماغ لديهم، إلى جانب فقدان السيطرة على أنفسهم. كما أنها تتسبب بإهمالهم لدروسهم وواجباتهم الدراسية، ويقل لديهم الميل للمطالعة وقراءة الكتب بل وينعدم أحياناً، ما يؤثر على المجتمع فيجعل منه مجتمعاً أمّياً من ناحية انعدام الحالة الثقافية.
جلنار العلي