دمشق وموسكو تتجهان لوقف الزحف التركي نحو الباب
انتهت التحضيرات السورية والروسية لتوجيه رسالة شديدة اللهجة لتركيا لتوقف زحفها نحو مدينة الباب شمال حلب التي سبق أن حذّر السوريون والروس بأنها خط أحمر ممنوع الاقتراب منها، مع تأكيد موسكو استعداداها لاستئناف الضربات الجوية حول مدينة حلب «في الساعات القادمة»، بمشاركة مجموعة السفن الحربية.
ودفعت تركيا الأيام القليلة الأخيرة بقوات احتلالها لتقترب أكثر فأكثر من الباب، في حين كانت دمشق تراقب تحركاتها عن كثب وتحشد في مطار كويرس ومحيطه استعداداً لمنع الاحتلال التركي من تحقيق مزيد من التقدم نحو المدينة الإستراتيجية.
ووفقاً لمصادر إعلامية روسية فإن موسكو حذرت تركيا مراراً من عواقب التقدم نحو الباب، لكن يبدو أن «السلطان» رجب طيب أردوغان يراوغ في سياسته مع الروس ويحلم باحتلال أكبر مساحة ممكنة من الأراضي السورية ليصبح المحاور الرئيسي في أي تسوية مقبلة.
وجاء الإعلان الروسي أمس عن مشاركة الأسطول البحري في المعارك في محيط حلب، بعد تأكيد روسي الاستعداد لاستئناف الضربات الجوية حول المدينة «في الساعات القادمة» ليعزز المعلومات التي تم تداولها بأن موسكو لن تسمح بتجاوز الخطوط الحمر وهي متفقة مع دمشق على منع الأتراك في هذه المرحلة من الاقتراب من حلب وخاصة بعد إخفاق المفاوضات الروسية التركية لإخراج المسلحين من المناطق الشرقية، لا بل دفعت تركيا بمزيد من التعزيزات والإمكانات للمجموعات الإرهابية لتشن مزيداً من الهجمات على حلب.
وقالت مصادر دبلوماسية عربية في موسكو لـ«الوطن» إن صبر موسكو ربما نفد من الخداع التركي وخاصة تجاه التسوية التي لم تنجز مع الأتراك والأميركيين بالنسبة لمسلحي حلب الشرقية وأن موسكو قد توجه رسائل قاسية لتركيا لعدم التزامها بالاتفاقات مع روسيا.
وقال المصدر الذي تحدث هاتفياً إلى «الوطن» إن الغضب الروسي قد يترجم خلال ساعات بحملة عسكرية كبرى، تستهدف أولاً المجموعات الإرهابية التي تدعمها تركيا، وتساند ثانياً الجيش السوري في تقدمه نحو الباب وطرد داعش ومنع أي تقدم تركي ورسم «خط تماس» مباشر مع ميليشيات «فرقة الحمزة، وفيلق الشام، والسلطان مراد، وحركة أحرار الشام الإسلامية، وحركة نور الدين الزنكي، وجيش التحرير، وصقور الجبل، والجبهة الشامية» التي تدعمها تركيا في عملية «درع الفرات» التي تشارك فيها بدباباتها ومدفعيتها أيضاً.
وبانتظار أن تعطي دمشق الضوء الأخضر لقواتها لبدء التقدم نحو الباب، تبقى كل الاحتمالات مفتوحة لعملية عسكرية مشتركة روسية سورية بالتعاون مع الحلفاء هدفها وضع حد للتجاوزات التركية وتهربها من الاتفاقات ووقف تدفق الإرهابيين بعد أن كانت أنقرة قد التزمت إغلاق حدودها مع سورية دون أن تفعل ذلك.
الوطن