انطلقت أمس الجولة السابعة من محادثات جنيف باجتماع استمر قرابة الساعة بين وفد الجمهورية العربية السورية والمبعوث الأممي الخاص ستيفان دي ميستورا وفريقه وخرج وفد الجمهورية من دون الإدلاء بأي تصريح.
وعلمت «الوطن» من مصدر دبلوماسي غربي في جنيف أن دي ميستورا يريد أن يستغل المناخ الدولي والإقليمي لإحراز «تقدم ما» في المباحثات وللتأكيد على أن مسار جنيف السياسي لا يزال قائماً وأن دوره الشخصي لم ينته وأنه باق.
وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن مسار جنيف شبه معطل حتى الان، وسط انقسام المعارضات وعدم توحدها سابقاً بوفد واحد، ويبدو الأمر أكثر تعقيداً بالنسبة للمبعوث الأممي في هذه الجولة بعد الخلاف القطري مع السعودية والإمارات وتصنيف الإخوان المسلمين من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمنظمة إرهابية.
وقال المصدر: إن رئيس وفد «منصة الرياض» الذي يشارك في هذه الجولة نصر الحريري من تنظيم الإخوان و«الائتلاف المعارض» المدعوم قطرياً، ما قد يفسر على أن الخلاف بين الدول الخليجية قد يكون شاملاً لكنه لا يتضمن «الخلاف» على المعارضات السورية بحيث يبقى «الإخوان» جزءاً لا يتجزأ من هذه المعارضة!
وعلى حين أعلن عضو وفد منصة الرياض خالد المحاميد مساء أمس في تصريحات مفاجئة على قناة «العربية الحدث» أن «المعارضة اقتربت من تشكيل وفد واحد لها وأن الخلاف مازال قائماً على مرجعية هذا الوفد» نفى رئيس منصة موسكو قدري جميل في اتصال أجرته معه «الوطن» هذه الأنباء.
من جهة ثانية علمت «الوطن» من مصادر إعلامية في جنيف أن دي ميستورا لم يتمكن من تحديد موعد يوم أمس للقاء وفد منصة الرياض نتيجة انقسامات كبرى فيما بينهم، ويريد دي ميستورا وفقاً لمصادر مقربة منه في جنيف تحدثت إليها «الوطن» أن يستمر في الاجتماعات الفنية التي بدأها في الجولة السابقة للتشاور حول سلة الدستور، وقالت: إن اجتماعاً فنياً سيعقد اليوم بهذا الخصوص سيحضره من الجانب السوري الخبيران في القانون والدستور أحمد الكزبري وجميلة الشربجي إضافة إلى حيدر علي الأحمد من وزارة الخارجية والمغتربين.
وتابعت المصادر: إن اجتماع الأمس كان إيجابياً حيث جدد وفد الجمهورية استعداده للبحث في السلال الأربع محدداً التزامه بما تم الاتفاق عليه في الجولة السابقة تجاه البحث في سلة الدستور.
من جانبه قال ممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين، إن موسكو تأمل في أن يتم تحقيق تقدم خلال الجولة التي استؤنفت، وتابع في حديث له في ختام لقاء جمعه مع دي ميستورا: «أطلعنا المبعوث الخاص على خططه وأفكاره وكيف ينوي إجراء هذه المفاوضات والعمل مع الأطراف، وكل ما قاله حظي بتأييد ودعم ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي في جنيف، ونحن نأمل بأن يتم تحقيق تقدم محدد».
وذكر الدبلوماسي الروسي أن المفاوضات ستركز على موضوعين: «توحيد جهود السلطات السورية والمعارضة في مجال مكافحة الإرهابيين، وعملية الإصلاح الدستوري التي ووفقا لآراء الأطراف السورية، تعتبر المفتاح والأساس لكل القضايا الأخرى في التسوية السياسية بسورية».
من جانبه قال دي ميستورا خلال مؤتمر صحفي: «لا نتوقع الاختراقات والانفراجات رغم أننا ندعم ذلك»، مؤكداً أن «مكافحة الإرهاب أولوية بالنسبة للجميع والأولوية الثانية هي وقف التصعيد».
وأضاف: النقطة الثالثة تكمن في إحلال الاستقرار بالتوازي مع وقف التصعيد فإن ذلك يمكن أن يصبح اولوية بعد تحرير مدينة الرقة وذلك يعني مزيداً من الطاقة وبذل الجهود للبحث عن الذين قد يسهلون هذا المنهج للعملية السياسية الشاملة الشفافة وفق القرار الأممي 2254، وأيضاً مع فرض المنهج الواقعي للتفاوض بين السوريين برعاية المجتمع الدولي والأمم المتحدة اعتماداً على القرارات الأممية مع تأسيس المنظمة الخاصة، التي سوف تُتم تشكيل الحكومة الجديدة بمشاركة المعارضة السورية».
الوطن