حاول المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، سرقة إنجاز السوريين الذين توافقوا في مؤتمر الحوار الوطني الذي استضافته مدينة سوتشي الروسية أواخر الشهر الماضي، على تشكيل «لجنة لمناقشة الدستور» وأصر على أن جنيف والرعاية الأممية، هما السبيل الوحيد لوضع أسس الدستور الجديد في سورية!
وتزامنت نيات دي ميستورا مع محاولات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصعيد الموقف مع إيران لتصدير أزمته الداخلية.
وفي 13 الشهر الجاري، أكد معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان أن مؤتمر سوتشي «لم يعط دي ميستورا أي سلطة على أي شيء على الإطلاق»، مشدداً على أن «البيان الشرعي هو البيان الذي تم التصويت عليه في المؤتمر والذي يقول: يجب أن تكون لجنة مناقشة الدستور سورية تشكيلا ورئاسة».
ورغم المواقف السورية الواضحة إلا أن دي ميستورا اتخذ منحى مغايراً، وقال في مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا أمس: «من الضروري علينا تشكيل لجنة دستورية في جنيف، ولا أحد سوانا يمكنه فعل ذلك»، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة لسرقة ما اتفق عليه السوريين في سوتشي والالتفاف عليه، معتبرين أن دمشق ومن خلال تصريحات سوسان أثبتت أنها متيقظة لمحاولات المبعوث الأممي، رغم أنه حاول أمس الإشادة بالنتائج التي أحرزها مؤتمر الحوار الوطني.
في غضون ذلك، وعلى حين كانت الشرطة الإسرائيلية توقف عدداً من المسؤولين في شركة الهواتف الإسرائيلية «بيزك» على ذمة التحقيق في قضايا فساد تحوم حول مقربين من نتنياهو، كان الأخير يحاول دفع الأنظار بعيداً باتجاه إيران وتصعيد الموقف حول سورية.
وحذر نتنياهو طهران في مؤتمر ميونيخ للأمن، مما سماها الاعتداءات المسلحة التي تقوم بها إيران و«وكلاؤها» في سورية، ملوحاً بقطعة قال إنها ما تبقى من طائرة دون طيار إيرانية زعم أن جنوده أسقطوها في الأراضي المحتلة الأسبوع الماضي، ووجه سؤالا إلى وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف وسأله حاملاً القطعة «هل تعرفت على هذه؟ يجب عليك ذلك، فإنها لكم»!، مشدداً على أن كيانه «لن يسمح لإيران بالحصول على موطئ قدم دائم على حدودها»، بحسب زعمه.
في المقابل كان رد ظريف شديداً ووصف حديث نتنياهو بأنه مجرد «سيرك هزلي»، وفي كلمة له في المؤتمر، بحسب وكالة «سانا» للأنباء، بيّن ظريف أن سياسة الكيان الإسرائيلي قائمة على العدوان والاحتلال ضد الدول المجاورة له وعندما أسقطت الدفاعات الجوية السورية طائرة معادية لهذا الكيان تصرف وكأن كارثة قد وقعت.
وأضاف ظريف: إن «أميركا وزبائنها بالمنطقة يعانون من خياراتهم وقراراتهم غير الصائبة».