عربي ودولي

رئيس الأركان التركي في موسكو .. أنقرة تطلب تأجيل عملية الرقة إلى ما بعد الموصل .. وواشنطن ترفض

أفصحت تركيا عن رغبتها بتأجيل عملية الرقة ما لم تتمكن من تحييد «وحدات حماية الشعب» الكردية عن العملية حتى تكون أنقرة قد عززت مواقعها في الشمال السوري واستخلصت مدينة الباب من يد تنظيم داعش، سابقة «الوحدات» إلى المدينة.
ورفضت الولايات المتحدة هذا المطلب التركي المستجد، وبدا أن الأميركيين لا يحبذون التأجيل والمماطلة التركية ويريدون أن تتزامن عمليتا الموصل والرقة لتشتيت قدرات تنظيم داعش المتطرف، وذلك على حين مضى الأتراك والروس خطوة جديدة في طريق تقاربهما.
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بيتر كوك أن جهود التحالف الدولي لتحرير الرقة من قبضة داعش «ستبدأ خلال أسابيع»، لكنه نبه الأتراك إلى ضرورة المشاركة في العملية من دون أن يوضح دورهم أو دور «وحدات حماية الشعب» الكردية فيها.
وسبق لمسؤولين أميركيين أن أكدوا أن «الوحدات» ستضطلع بدور في الحملة الرامية إلى عزل محافظة الرقة عن العراق ودير الزور وحلب، لكنها لن تدخل إلى المدينة.
وفي تعليق على تصريح تركي عن ضرورة تأجيل حملة الرقة إلى ما بعد نجاح عمليتي الموصل و«درع الفرات»، قال كوك خلال مؤتمر صحفي عقده في واشنطن: «نشعر كلنا بأنه من المهم المحافظة على الضغط على تنظيم داعش في هذه اللحظة المهمة، على حين تلفحهم حرارة العمليات في الموصل». وأضاف: «من مصلحة تركيا وعدد من شركائنا في التحالف (في إشارة إلى الخليجيين) أن يلعبوا دوراً رئيسياً (في السيطرة على الرقة)».
وقال: إن المعركة ستكون ملأى «بالفرص المختلفة» التي يمكن لأعضاء التحالف الدولي «بما في ذلك تركيا» أن يلعبوا دوراً فيها. وأشار إلى وجود «حوارات مستمرة» مع هذه الدول في هذا المجال، حيث «إن الدور الذي لعبته تركيا في مجال محاربة داعش كان ناجحاً جداً في تأمين وتعزيز الانتصارات على طول الشريط الحدودي، ولقد آذوا التنظيم». وتحدث عن تقدم ملحوظاً في المحادثات مع تركيا، معيداً التأكيد أن الحملة «ستبدأ خلال الأسابيع القليلة القادمة».
ورداً على سؤال حول الدور التركي في الحملة المرتقبة على الرقة، قال كوك: «كل الأطراف المشاركة في التحالف الدولي بما في ذلك تركيا، ستتبنّى أدواراً في هذه الحملة، وسيتم تحديد الأدوار عقب المناقشات والحوارات».
وعن الخطة المحتملة للحملة أفاد كوك بأنه سيتم عزل المحافظة عن الخارج وقطع جميع خطوط إمدادها كخطوة أولى، ومن ثم سيتم القيام بالعمليات العسكرية المطلوبة لإنهاء وجود التنظيم فيها.
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن الولايات المتحدة بدأت بالتزامن مع معركة الموصل البحث في إنشاء قوة عسكرية من العمل كقوات برية في حملة الرقة، لكنها أشارت إلى أن خطط تجنيد مقاتلين عرب للمشاركة في الحملة «تواجه الكثير من التعقيدات».
وأوضحت الصحيفة، أن مسؤولين أميركيين كباراً التقوا خلال الأسابيع الماضية أعضاء في التحالف الدولي ضد داعش، بمن فيهم تركيا، بريطانيا، وقادة «وحدات حماية الشعب»، في محاولة للتوصل إلى اتفاق لشن هجوم قريب على الرقة، لافتةً إلى أن المسؤولين يبحثون مقاربة عسكرية مماثلة لمعركة الموصل في الرقة. وأقرت بأن المسؤولين الأميركيين يواجهون «وضعاً معقداً» وهم في صدد التوصل إلى إجماع حول خطة معركة الرقة، نتيجة معارضة الأتراك الاقتراحات الأميركية بمشاركة قوة كردية في الهجوم وتمسكهم بـ«المقاتلين العرب» لقيادة العملية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين غربيين تحذيرهم من أن «القوة الكردية قد تزيد الصراع العرقي في المدينة ذات الأغلبية العربية، وأن احتمال حصول هجوم بقيادة كردية بدأ بالفعل يدفع بالمقاتلين العرب إلى صفوف داعش».
لكن المسؤولون الأميركيين حسب الصحيفة، شككوا في قدرة تركيا على تدريب وتسليح عدد كاف من «المقاتلين العرب» ليحلوا مكان المقاتلين الكرد الذين يملكون قدرات فعالة على الأرض. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى للصحيفة «نشعر بضرورة الإسراع لممارسة المزيد من الضغط على الرقة من أجل عزلها على الأقل»، مضيفاً «أنه من المهم المباشرة بالرقة عاجلاً أم آجلاً. لكن الأتراك لا يشعرون بالطريقة نفسها إزاء ضرورة الاستعجال».
وسبق لنائب رئيس الحكومة التركية نعمان كورتولموش أن أعلن رغبة تركيا أن تبدأ عملية الرقة بعد اكتمال عمليتي الموصل ودرع الفرات، معتبراً أن ذلك تفرضه «الأفضليات العسكرية والإستراتيجية».
وجدد كورتولموش التأكيد على عزم تركيا تقديم الدعم اللازم لميليشيات «الجيش الحر» من أجل تطهير مدينة منبج من قوات «وحدات حماية الشعب»، في حال عدم انسحاب تلك القوات من المدينة إلى شرقي الفرات. وأضاف: إن عملية «درع الفرات» تسير وفقاً لما هو مخطط لها، وأن بلاده تبذل الخطوات اللازمة لإنشاء منطقة آمنة بمساحة 5 آلاف كلم شمالي سورية، لافتا إلى أنها تجري لقاءات دبلوماسية مع الدول المعنية في السياق، كما تقدم الدعم اللازم لقوات ميليشيا «الجيش الحر» لمواصلة تطهير المنطقة من التنظيمات الإرهابية.
وفي سياق منفصل، توجه رئيس الأركان التركي الجنرال خلوصي أكار إلى روسيا، تلبية لدعوة رسمية من نظيره الروسي فاليري غيراسيموف.
وأشار بيان صادر عن هيئة الأركان العامة للجيش التركي إلى أن محادثات أكار غيراسيموف ستتناول «التعاون العسكري وتبادل وجهات النظر حيال القضايا الإقليمية». وسبق لغيراسيموف أن زار تركيا الشهر الماضي.
واللافت أن الزيارة جاءت بعد يوم من حديث صحيفة تركية عن اتفاق روسي تركي مزعوم عنوانه وأد المشروع الأميركي الكردي في شمال سورية، مقابل إعادة الأوضاع هناك إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الأزمة مع قبول الحكومة السورية بعودة اللاجئين إلى مناطقهم وقراهم.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock