رئيس مجلس السيادة السوداني يدفع باتجاه التطبيع.. وحمدوك يعارض
فيما يمكن اعتباره أوضح إشارة لقبول رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، بالتطبيع مع إسرائيل، اعتبر، اليوم السبت، أن هناك فرصة سانحة لرفع اسم بلاده من قائمة الإرهاب يجب اغتنامها، على حين اعتبر رئيس الحكومة عبد اللـه حمدوك أن مسألة التطبيع مع إسرائيل تحمل تعقيدات كثيرة.
تأتي تصريحات المسؤولين السودانيين بالتزامن مع أنباء كثيرة بشأن قرب إعلان الخرطوم تطبيع العلاقات مع تل أبيب.
وقال البرهان في كلمة له أمام المؤتمر الاقتصادي القومي الأول، حسب وكالة «سونا»: إن أمام بلاده فرصة سانحة لرفع اسمها من قوائم الإرهاب، وإن هذه الفرصة يجب اغتنامها.
وبين البرهان أن بقاء السودان في القائمة السوداء يحول دون اندماجه بالمجتمع الدولي، و«ضخ روح عالمية متجددة في جسد الاقتصاد الوطني» وإعادة بناء علاقاته الخارجية بما يعزز المصلحة الوطنية.
في المقابل، قال رئيس الحكومة السودانية، حسب ما نقلت عنه مواقع الكترونية: إن التطبيع مع إسرائيل يحمل إشكالات متعددة ويحتاج نقاشاً مجتمعياً عميقاً.
وأجرى البرهان، الأسبوع الماضي، مشاورات مع مسؤولين أميركيين وإماراتيين بشأن دعم الخرطوم مالياً ورفع اسمه من قوائم الإرهاب، وذلك خلال زيارة رسمية لأبوظبي استمرت يومين.
وبعد الزيارة ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أن البرهان سيلتقي برئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا قريباً، على غرار اللقاء السري الذي جمع بينهما في كمبالا شباط الماضي.
ورجحت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية انضمام دولتين عربيتين جديدتين لاتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل؛ إحداهما السودان، مشيرة إلى أن «التطبيع الجديد قد يعلن عنه في الأسبوع المقبل بوساطة أميركية».
وقالت الصحيفة، الجمعة، إن الولايات المتحدة «تضغط على السلطات في السودان لإعلان الاتفاق وعدم تأجيله»، في ظل رغبة الخرطوم بتأجيل ذلك إلى حين «إعلان تشكيل حكومة وبرلمان في السودان».
وأضافت: «كجزء من الاتفاق فإن الولايات المتحدة وعدت السودان بإزالة اسمها من القائمة الأميركية للدول الداعمة للإرهاب».
كما نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أميركية وخليجية أن المسؤولين الأميركيين ألمحوا خلال مشاوراتهم مع البرهان إلى رغبتهم في أن ينحو السودان منحى الإمارات، مقابل رفع اسمه من قوائم الإرهاب، ودعمه مالياً وتنموياً.
وتثير مسألة التطبيع جدلاً كبيراً في أوساط الحكم السوداني، حيث يسارع البرهان، لحسم هذا الأمر في أقرب وقت، في حين يقول حمدوك إن حكومته لا تمتلك تفويضاً شعبياً لاتخاذ هذه الخطوة.
وردّاً على تصريحات سابقة للبرهان قال فيها إنه يبحث عن مصلحة بلاده، أعلنت أحزاب مدنية سودانية رفضها فكرة التطبيع ابتداءً، وقالت إن هذا الأمر مرهون بحل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً يضمن إقامة دولة مستقلة على حدود 1967 عاصمتها القدس.
وأمس الجمعة، فرقت الشرطة السودانية تظاهرة خرجت في العاصمة الخرطوم للتنديد بالتطبيع المتوقع مع الاحتلال الاسرائيلي.
«وكالات»