رحمون: اتصالات مع فعاليات في المعرة لتسليمها من دون قتال
كشف عضو لجنة المصالحة الوطنية عمر رحمون عن تحركات باتجاه تسليم مدينة معرة النعمان والقرى المجاورة للجيش العربي السوري من دون قتال، في حين أكد القائم بأعمال محافظ إدلب، محمد فادي السعدون، أن وحدات الجيش باتت على بعد كيلومترات قليلة عن المدينة وحاصرت نقطة المراقبة التركية في الصرمان.
وفي تصريح لـ«الوطن»، أكد رحمون، حصول تواصل مع عدد من الأطراف الفاعلة في منطقة معرة النعمان والقرى المجاورة ومنها الغدفة ومعر شورين، موضحاً أنه جرى تقديم اقتراح لإجراء مصالحة على طريقة ما جرى في حلب، وتشكيل لجنة للتواصل مع قرى ريف إدلب الراغبة بدخول المصالحة، تسمح بدخول وحدات الجيش العربي السوري إلى هذه القرى من دون معارك.
رحمون أكد أن هذه الفعاليات قدمت حتى الآن وعوداً على أن تعطي جوابها عن هذا الأمر قريباً جداً، مبيناً أن التوصل لمثل هذا الاتفاق وارد، لكنه لفت إلى أن وجود تنظيمات إرهابية من «الإيغور» و«جبهة النصرة» وغيرهما، والتي لا تنتمي إلى المنطقة قد يجعل فرص التوصل لهذا الاتفاق قليلة، ويترك الكلمة النهائية للميدان الذي يسير لصالح الجيش.
وأشار رحمون، إلى أن اللاعب التركي يضغط على المسلحين والإرهابيين للاستمرار بالقتال وعدم الذهاب باتجاه أي مصالحة، مشدداً على أن الضغط العسكري سيكون له دور إيجابي بخصوص قبول التنظيمات الإرهابية بتسليم القرى من دون قتال، علماً أن الخطوط مفتوحة بين لجان المصالحة وكل القرى التي دخلها وسيدخلها الجيش.
وبخصوص الدور التركي في المعارك الحاصلة اليوم، لفت رحمون إلى أن النظام التركي لعب خلال السنوات الماضية دور «الأزعر والبلطجي» في المنطقة، وعمل على دعم كل من هو على شاكلته، لكن هذا الدور اليوم هو إلى أفول وزوال، مشيراً إلى أن النظام التركي ملزم ومنذ عام ونصف العام بتنفيذ اتفاق «سوتشي» الذي لم ينفذ أي بند من بنوده، وحالياً هناك تقدم للجيش كبير وبالوقت نفسه هناك إفلاس تركي، وعلى هذا الأساس يقوم هذا النظام بدعم التنظيمات الإرهابية للصمود أمام ضربات الجيش، لكن هذا الدعم يتآكل.
وفي تصريح مماثل لـ«الوطن»، وصف القائم بأعمال محافظ إدلب الإنجازات التي حققها الجيش خلال الـ48 ساعة الماضية على محور عملياته بريف إدلب الجنوبي الشرقي بـ«الكبيرة»، مؤكداً أنه حرر نحو 30 قرية ومزرعة وتلة، من أهمها: التح وأم جلال وتل الشيح وأبو حبة والرفة وسحال والبريصة وأم التينة والكتيبة المهجورة والسرج والشعرة والخريبة والربيعة وقطرة وحران والصيادي وجنوب المعرة والعجايز والصقيعة وخربة القراطل والحلوة وتل الهوى وحران ومعيصرونة والبستان والهلبة».
وأشار السعدون إلى أن قوات الجيش قامت بعملية مناورة التفت خلالها على التنظيمات الإرهابية واستطاعت أن تحرر مزارع جديدة منها: تحتايا والبرج وتل حمصي وفروان وكرسنتي وغابة ووادي التل، وأضاف: «هناك تقدم جديد للجيش لكن إن لم يتم التثبيت لا نستطيع الإعلان عنه».
ولفت، إلى أن نقطة المراقبة التركية في قرية الصرمان باتت محاصرة من قبل الجيش من ثلاث جهات، لافتا إلى أن قوات الجيش باتت تسيطر نارياً على طريق الإمداد الوحيد إلى النقطة والواقع إلى الغرب منها.
وقال: إن النقطة «لم تشهد بعد محاصرتها أي حركة خروج أو دخول»، موضحاً أن جنود الاحتلال التركي الموجودين فيها اخبتؤوا بعد أن تمت محاصرتها ولم يؤتوا بأي حركة.
وأشار إلى أن نظام رجب طيب أردوغان حاول إرسال تعزيزات لعدد من نقاط المراقبة التركية الموجودة في إدلب، بعدما شاهد التقدم السريع والمدروس للجيش على جبهة ريف إدلب الجنوبي الشرقي.
وبخصوص المدنيين الذين كانوا موجودين في المناطق التي تم تحريرها، بين السعدون أن المواطنين الذين يحاولون القدوم إلى مناطق سيطرة الدولة يقومون بالالتفاف من طريق منبج، لأن التنظيمات الإرهابية لم تسمح بفتح أي معبر لعبورهم مباشرة.
وأكد السعدون، أن الجيش بات «يبعد حالياً نحو 8 كم عن مدينة معرة النعمان»، وبيّن أن هناك تخبطاً كبيراً في صفوف الإرهابيين واقتتالاً فيما بينهم واتهامات متبادلة لبعضهم بعضاً بالخيانة، حتى إن قسماً كبيراً منهم حاول الهروب باتجاه تركيا.
وقدر السعدون الأعداد الأولية لقتلى التنظيمات الإرهابية منذ استئناف العملية العسكرية بحوالي 350 قتيلاً، وثلاثة أضعاف هذا العدد من الجرحى، موضحاً أن أعداد القتلى والجرحى من الإرهابيين تزداد بشكل لحظي.
سيلفا رزوق – مازن جبور – الوطن