توعد قائد ميداني في وحدات «حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية، الجيش التركي والميليشيات المتحالفة معه في عملية «غصن الزيتون» العسكرية بـ«رد قاس» على تنكيلهم بالمدنيين وتدميرهم للتجمعات السكنية، وقال لـ«الوطن»: لن تطفئ الهمجية التركية الشنيعة وغير المسبوقة ضد شعبنا وأرضنا روح المقاومة فينا، وسنظل نقاوم حتى آخر قطرة دم فينا.
تهديد المصدر جاء مع ضيق الخيارات المتاحة أمام «حماية الشعب» في منع العدوان التركي من إطباق الحصار على مدينة عفرين بعد أكثر من 50 يوماً من انطلاق العملية العسكرية التركية التي وصلت بمرتزقتها إلى مشارف المدينة، وضيقت الخناق على منافذها إلى العالم الخارجي لتغدو شبه ساقطة نارياً بعد أن سيطرت على مراكز النواحي التابعة لها.
وجدد المصدر تأكيد الوحدات على الدفاع عن مدينة عفرين ومنع دخولها من الغزاة «مهما كلف الثمن»، واستنكر الصمت الدولي المريب لما ترتكبه قوات الاحتلال التركي من مجازر بحق المدنيين العزل في عفرين وريفها وخرقها للقرار الأممي 2401، والذي نص على وقف إطلاق النار في جميع الأراضي السورية باستثناء جبهة النصرة وتنظيم داعش.
وأضاف: نحن نخوض حرباً غير متكافئة في وجه الآلة الحربية التركية وميليشياتها من المسلحين لكننا سطرنا الملاحم وقتلنا منهم أضعاف عدد شهدائنا، وسنخوض حرب شوارع وحرب عصابات لا عهد للمحتلين بها إذا ما أصروا على اجتياح عفرين.
تزامن ذلك مع أنباء عن وسائل إعلام معارضة تحدثت عن اقتراب الجيش التركي وميليشياته إلى مسافة 2 كيلو متر من مدينة عفرين بعد أن مد نفوذه إلى المواقع العسكرية والقرى الواقعة إلى الشمال الشرقي منها مع استمرار التقدم العسكري بغطاء من القصف المكثف الذي يستهدف وصل محوري ناحيتي شران شرقاً وجنديرس غرباً ببعضهما بعضاً وشطر منطقة عفرين إلى قسمين شمالي يضم عفرين المدينة، التي ستغدو محاصرة بالكامل، وجنوبي يحتوي على القرى الـ11 شمال حلب والتي سيطرت عليها «حماية الشعب» خلال فك الجيش العربي السوري الحصار عن بلدتي نبل والزهراء.
وكانت «وحدات حماية الشعب» الكردية رفضت عرضاً للخروج من مدينة عفرين، مقابل وقف العدوان التركي المسمى «غصن الزيتون»، وقال الناطق باسم «وحدات الحماية» نوري محمود رداً على سؤال حول اقتراح «الحزب الديمقراطي التقدمي» الكردي بخروج الوحدات من عفرين مقابل خروج القوات التركية: «نحن قوات سورية تحمي أرض سورية، ولا يمكن أن نخرج منها ليحل محلنا تنظيم القاعدة وداعش الإرهابيين»، مشدداً على أن «هذا اقتراح مرفوض»، بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية.
من جهتها ذكرت وكالة «الأناضول» أن ميليشيات «الجيش الحر» التابعة لقوات العدوان التركي سيطرت على ما يسمى بـ«الفوج 135 قوات خاصة» التابع لـ«وحدات حماية الشعب».
وأشارت الوكالة إلى أن مقر الفوج كان يستخدم كمركز للقوات الأميركية التي تقدم تدريبات عسكرية لعناصر «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي.
حلب – الوطن