رمضان حلب بين مطرقة “كورونا” وسندان “التباعد الاجتماعي”
طغت مخاوف “التباعد الاجتماعي” على العادات والتقاليد لشريحة واسعة من الحلبيين مع قدوم شهر رمضان، في ظل حلول فيروس “كورونا” وإجراءاته الاحترازية الواجب اتباعها لدرء مفاسد الوباء المقدمة على جلب مصالح التواصل والتقارب بين الأهل والأصدقاء.
فقد جرى العرف أن يلم أبناء الأسرة الواحدة والأقارب والأصدقاء بعضهم بعضا على مائدة الإفطار الرمضانية لكن فرض حظر التجوال الليلي، من الفريق الحكومي المعني بوضع استراتيجية التصدي للوباء، حال دون توجيه أو تلبية الدعوة لتعذر رحلة عودة المدعوين إلى مساكنهم بعد الإفطار، في وقت جرت العادة ألا يبيت سكان المدينة خارج بيوتهم، ولو لدى أقاربهم من الدرجة الأولى.
“رمضان رحمة بكل تجلياته، فهو سيحقق التباعد الاجتماعي المطلوب للنجاة من جائحة كورونا، والذي عجزت القرارات الحكومية عن تحقيقه، إذ لم يعد بالإمكان مشاركة الآخرين موائد الإفطار في الأماكن العامة وحتى داخل البيوت بسبب حظر التجوال ليلا، الأمر الذي سينعكس إيجابا على الجميع بالابتعاد عن المناسبات الاجتماعية وفرض العزلة التي تتنافى مع التقارب الاجتماعي”، يقول الأستاذ أحمد المدرس في أحد المعاهد التعليمية الخاصة ل “الوطن”: إنه يتواصل مع طلابه ويجري لهم امتحاناتهم عبر منصات التواصل الاجتماعي بعد إغلاق المعهد.
من جهته، لم يجد أبو عبد الرحمن، تاجر خيوط نسيجية، غضاضة في رفض طلب أخيه الأكبر بتناول طعام الإفطار عنده في أول يوم رمضاني: “واقتنع أخي بعذري بأن أطفالي لا يمكنهم النوم خارج المنزل أو السهر حتى السادسة صباحا، موعد انتهاء حظر التجوال، للعودة إلى بيتنا”، بحسب قوله ل “الوطن”، ولفت إلى أن حاله حال الكثيرين من أهل حلب الذين سيتقوقعون في بيوتهم خلال الشهر الفضيل “الذي يقلل أيضا، بدرجة كبيرة، حتى من اللقاء خلال ساعات الصوم إلا بغرض العمل”.
ورصدت “الوطن” خلو شوارع المدينة من حركة السير والمشاة مع السماح بحرية التجوال صباح اليوم الجمعة أول يوم في شهر الصوم، باستثناء المتوجهين إلى الأفران لتحصيل الخبز.
خالد زنكلو – الوطن