العناوين الرئيسيةسورية

روسيا تستخدم الفيتو ضد مشروع قرار غربي لتمديد إيصال المساعدات عبر الحدود .. صباغ: عقارب الساعة لا تعود للوراء مستعدون للمشاركة بأي جهد بناء لتخفيف معاناة مواطنينا

 

استخدمت روسيا اليوم حق النقض “الفيتو” ضد مشروع قرار غربي في مجلس الأمن الدولي لتمديد مفاعيل القرار 2585 الذي تبناه المجلس في التاسع من تموز الماضي بشأن إيصال المساعدات إلى سورية عبر الحدود مع تركيا لمدة عام.

وخلال الجلسة ذاتها عرقلت الدول الغربية اعتماد مشروع قرار روسي لتمديد العمل بقرار المجلس لمدة ستة أشهر وزيادة مشاريع التعافي المبكر وإيصال المساعدات لجميع محتاجيها من داخل سورية.

مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بسام صباغ توجه في كلمة له بالشكر لروسيا على مبادرتها لتقديم مشروع قرار متوازن، وقال: “يتقدم وفد بلادي بالشكر للوفد الدائم للاتحاد الروسي على مبادرته لتقديم مشروع القرار الذي تم التصويت عليه، والذي دعم تنفيذ ركائز جوهرية في القرار 2585  والارتقاء  بالوضع الإنساني في سورية من خلال تعزيز  مشاريع التعافي المبكر وزيادتها كما  ونوعا ، وإيصال المساعدات لجميع محتاجيها من داخل البلاد، بما ينعكس إيجابا  على الوضع الإنساني في سورية”.

وأعرب صباغ في كلمته التي حصلت ” الوطن” على نسخة منها، عن أسف سورية لعدم تبني مجلس الأمن مشروع القرار الذي قدمته روسيا ورفضها واستهجانها إصرار بعض الدول الغربية في المجلس على تضليل الحقائق وتجاهل أوجه القلق المحقة والموضوعية التي عبر عنها وفدا سورية وروسيا ودول أخرى ومواصلة الغرب تسييسه للعمل الإنساني وعرقلة أي جهد صادق للتخفيف من معاناة السوريين وإمعانه في استخدام ذلك كأدوات ضغط وابتزاز سياسي ضد سورية.

صباغ اعتبر أن مشروع القرار الذي تقدمت به روسيا هو محاولة صادقة لتمكين المجلس من الوفاء بالمسؤولية الملقاة على عاتقه كما أنه أماط اللثام عن الأطراف الحقيقية التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن إفشال تنفيذ مندرجات القرار 2585 .

ولفت صباغ إلى أن سورية تولي اهتماماً بالغاً لمتابعة الشأن الإنساني وتبذل جهوداً حثيثة لتلبية الاحتياجات الإنسانية لشعبها والتخفيف من معاناته ولهذا عبرت بعثة سورية خلال جميع جلسات مجلس الأمن حول الشأن الإنساني عن مواطن الضعف والخلل والعراقيل التي تفرضها بعض الدول الغربية بما في ذلك من خلال تعمدها تسييس العمل الإنساني، كما حرصت منذ بدء المشاورات المتعلقة بتمديد مفاعيل القرار 2585 على تبني نهج واضح وبناء سواء لجهة كشف العيوب والأخطار التي تمثلها آلية العمل عبر الحدود أو لجهة فضح المعايير المزدوجة بشأن تعزيز الوصول من الداخل وعدم الجدية بشأن تنفيذ مشاريع الإنعاش المبكر.

وأشار مندوب سورية الدائم إلى ضرورة تنفيذ مشاريع التعافي المبكر وإدراج قطاعات حيوية فيها كالكهرباء التي ترتكز عليها جميع الأنشطة الإنسانية المتصلة بتوفير الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم والمياه وغيرها ومطالبتها أيضاً بتضمين مشروع القرار إشارة واضحة إلى دعم عمليات إزالة الألغام والأجهزة المتفجرة التي زرعها الإرهابيون لما تمثله من أهمية بالغة في الحفاظ على أرواح السوريين وتيسير العودة الآمنة للمهجرين إلى منازلهم وأراضيهم.

وأكد صباغ أن سورية تحمل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا المسؤولية الكاملة عن إفشال تنفيذ ركائز جوهرية في القرار 2585 والتلطي خلف صيغة مشروع القرار التي تقدمت بها إيرلندا والنرويج والدفع باتجاه التصويت عليها رغم أنها لا تحقق استجابة حقيقية للاحتياجات الإنسانية ولا تحمل أي تعديلات جوهرية أو تحسينات تلبي أوجه القلق التي أعربت عنها سورية مراراً وتكراراً الأمر الذي جعل من المتعذر القبول بتلك الصيغة التمييزية وغير المتوازنة.

وشدد صباغ على وجوب أن تدرك تلك الدول التي اختارت على مدى سنوات اتباع نهج ينتهك سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها ومحاصرة شعبها وخنقه اقتصادياً ونهب ثرواته وحرمانه من أبسط مقومات الحياة، أن عقارب الساعة لا تعود للوراء وأن هذا النهج الخاطئ الذي اتبعته يجب أن يتوقف وأن هذه السياسات العدائية يجب أن تتغير وأن تجويع الشعب السوري ليس في مصلحة أحد.

وختم صباغ كلمته بالقول: ” وفدي يؤكد مجددا  استعداده للانخراط في أي جهد إيجابي وبنّاء يهدف إلى التخفيف من المعاناة الإنسانية للشعب السوري  في ظل الاحترام التام لسيادة سورية  واستقلالها  ووحدة وسلامة أراضيها”.

وكانت مصادر متابعة في نيويورك كشفت لـ”الوطن”، أن مسودة مشروع التمديد للقرار 2585 التي وزعتها النرويج وايرلندا حاملا القلم، لم تحمل أي تعديلات جوهرية، وإنما حملت المسودة تعديلات طفيفة ومعظمها ذات طابع تقني ولا يوجد فيها أي تعديل جوهري يأخذ بالملاحظات والمشاغل التي أشار إليها الوفد السوري في مناقشاته.

المصادر كشفت أن الوفد الروسي عبّر أيضاً عن عدم رضاه عن مشروع القرار النرويجي الايرلندي، وقدم أول أمس مشروع قرار مقابلاً، وبدأ الوفد بالفعل إجراء مناقشات مع أعضاء المجلس بشأنه.
وتضمن مشروع القرار الروسي بحسب «المصادر» نقاطاً مهمة حول كيفية تجاوز العراقيل التي واجهت تنفيذ القرار 2585 على مدى الـ12 شهراً الفائتة، وإيجاد آلية لمراقبة التنفيذ.

مصادر «الوطن» أكدت على أن الموقف الروسي واضح بأن القرار الذي قدمه حاملو القلم غير مقبول، وأن لديهم مشروع قرار من طرفهم لكي يتم النظر به.

وبناء عليه أشارت «المصادر» إلى أنه في حال إصرار حاملي القلم على المضي قدما في مشروع القرار والدفع للتصويت عليه، والتقديرات تؤكد أنه لن يمر وبالتالي سيتم طرح المشروع الروسي للتصويت، ما يعني بأن المجلس سيذهب إلى تصويتين.

الوطن أون لاين

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock