“سورية الديمقراطية” تقلب موازين “درع الفرات” في معركة السيطرة على الباب
تبدلت موازين القوى في محيط مدينة الباب //70 كيلو متر شمال شرق حلب// بعد دخول ميليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة أمريكياً على خط المعارك الدائرة لانتزاع السيطرة عليها من تنظيم “داعش” بعد اقتراب ميليشيا “درع الفرات” التابعة لتركيا منها إلى مسافة 2 كيلو متر للاستيلاء على المدينة نظراً لأهميتها الاستراتيحية لدى اللاعبين الدوليين والإقليميين الساعين إلى حجز موطئ قدم لهم في المنطقة على طاولة المفاوضات السياسية المتوقع التئامها بعد تولي إدارة الرئيس ترامب مقاليد السلطة في شباط القادم.
وتمكنت اليوم “قوات سوريا الديمقراطية”، والتي تشكل وحدات “حماية الشعب”، ذات الأغلبية الكردية معظم قوامها، وبشكل مباغت من السيطرة على 8 قرى شرق مدينة الباب بهدف سد الطريق على “درع الفرات” في التقدم لحسم معركتها التي وعد بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أول أمس.
ووصف عده خبراء عسكريون تحدثت إليهم “الوطن أون لاين” تقدم “قوات سوريا الديمقراطية” هو محاولة لوقف تمدد “درع الفرات” الراغبة بالقضاء نهائياً على الحلم الكردي بوصل “كانتونات” الإدارة الذاتية بين مدينتي عين العرب وعفرين اللتين تشكلان ضلعيها الجنوبيين على حين يشمل الثالث الحسكة (إقليم الجزيرة) شمالاً.
وتوقع الخبراء بعد سيطرة “الديمقراطية” على قرى (البوغاز والأشلية وقنقوي والكندرلية وسابويران وبرشايا والكاوكلي والشيخ ناصر) أن تحتدم المعارك مع خصمها اللدود “درع الفرات” وكلا الفريقين الطامحين للسيطرة على الباب في الأيام القليلة المقبلة مع عدم تسليم “درع الفرات”، بنتائج العملية العسكرية لـ “الديمقراطية” على اعتبار أن ملف المدينة والقرار بالسيطرة عليها من حكومة “العدالة والتنمية” التركية اتخذ من دون رجعة وبالسرعة القصوى.
وقال الخبراء أن معركة الباب بتعقيداتها الراهنة ستضع إدارة أوباما في موقف محرج للغاية كون الفريقين المتصارعين حلفاء لها ولا غنى عنهما في مشاريعها الرامية إلى محاربة التنظيم، لكن الأرجحية للأكراد الذين أوكلت إليهم منفردين مهمة استعادة الرقة معقل تنظيم “داعش” في الوقت الذي أقصت الحكومة العراقية أنقرة من المشاركة في معركة تحرير الموصل من التنظيم، ولم يبقى لها خيار سوى وضع كل ثقلها والمجازفة بمواصلة التقدم نحو الباب والسيطرة عليها.
واستطاع “داعش” اليوم السيطرة على بلدة قباسين الواقعة على تخوم الباب من جهة الشمال بعد أن فجر عربتين مفخختين في مواقع “درع الفرات” التي سيطرت عليها قبل يومين، ليبعد مسلحيها مسافة كافية منها ويقلص حظوظها من بدء إعلان ساعة صفر السيطرة عليها، على الرغم من ورود معلومات تتحدث عن نقل التنظيم عائلات لمقاتليه باتجاه مناطق أخرى منها الرقة وبلدة عقيربات في ريف حماة.
وبادرت “درع الفرات”، التي فرضت سيطرتها منذ انطلاق عملياتها في آب الماضي على ألف و270 كيلومتر مربع، بعد خسارتها لبلدة قباسين بشن هجوم على التنظيم وانتزاع السيطرة منه على قرية العجيل قرب مدينة الباب، على حين ردت على “سورية الديمقراطية” بالتقدم نحو مناطق هيمنتها جنوب بلدة الغندورة وسيطرت على قريتي عرب ويران ومزارع الشويحنة، في معارك كر وفر يبدو أنها ستصبح سمة المرحلة المقبلة من الصراع بين حليفي واشنطن، بينما سارع الجيش التركي إلى قصف 60 مواقعاً لـ “الديمقراطية” أو مقاتلي “حزب العمال الكردستاني” في ريف حلب الشمالي، بحسب بيانه.
بموازاة ذلك سيطرت “سورية الديمقراطية” خلال اليومين الماضيين على قرى الهيشة وخنيز شمالي وخنيز الغانم وتل السمن على بعد 35 كيلو متر من الرقة لجهة الشمال، ما يقوي عضدها أمام “درع الفرات” وموقفها أمام واشنطن، وفق قول مصدر ميداني في “حماية” الشعب” لـ “الوطن أونلاين”.
حلب – الوطن أونلاين