العناوين الرئيسيةسورية

شعبان: الإجراءات القسرية و”قيصر” يستهدفان قهر السوريين… والصامتون عنها مشاركون في الجريمة 

اعتبرت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان، أنّ الإجراءات القسرية الأحادية الجانب التي اتخذتها الولايات المتحدة وحصارها للملايين من المدنيين الأبرياء في سورية وتهديدها الدول الأخرى بخرقها، لا تكتسب أيّ صفة قانونية أو شرعية، ولكنها ظلم القوة العسكرية المهيمنة المستخدمة لقهر شعب آمن مستقر مسالم فتح أبوابه وحضنه لكل من تعرض لظلم عبر التاريخ، وكان عضواً مؤسساً للأمم المتحدة، وسعى دائماً كي يكون العالم أكثر وئاماً وأمناً واستقراراً.

ولفتت شعبان في كلمتها التي شاركت فيها عبر البث الحيّ في المنتدى العربي الدولي لرفع الحصار والعقوبات عن سورية وإسقاط قانون قيصر، والذي نظمه المؤتمر القومي العربي والمركز العربي الدولي للتواصل والتضامن في بيروت، إلى أن اللغة الاستعمارية المضلّلة التي تستخدمها الولايات المتحدة والدول الأوروبية لوصف هذه العقوبات هي شريكة في الجريمة، لأنهم يصفون العدوان الإرهابي الممنهج على سورية “بالحرب الأهلية”، كما يصفون جريمة الحصار والعقوبات اللّاقانونية بأنها على أشخاص بعينهم، بينما هي تطول كل طفل وامرأة وشاب وشيخ في سورية، وتستهدف قطاعات الصحة والتعليم والغذاء والزراعة والصناعة وطرائق العيش المتوارثة منذ آلاف السنين وحضارة وهوية هذا البلد.

شعبان أكدت أن الإجراءات القسرية الأحادية الجانب، المعروفة باسم حصار قيصر وغيرها، المفروضة على سورية ترقى إلى جريمة عقوبة جماعية ضد الشعب السوري، بعد أن تم ارتكاب جرائم تطهير عرقي لفئات من هذا الشعب عاشت على هذه الأرض متآلفة متحابة منذ آلاف السنين، ولذلك فإن المؤيدين لهذه العقوبات على مختلف الصعد والصامتين عنها، هم مشاركون بهذه الجريمة الموصوفة ضد الشعب السوري.

وأشارت شعبان إلى أنه ولكي تضيّق الخناق أكثر على الشعب السوري، تقوم الولايات المتحدة كقوة احتلال في شمال شرق سورية بسرقة القمح والنفط السوريين في وضح النهار، وحرمان الشعب السوري من موارده التي هي حق حصري له بحكم كل قوانين الطبيعة والقوانين الدولية والإنسانية.

شعبان أشارت إلى اعتراف منظمة هيومان رايتس ووتش بأن الكيان الصهيوني يمارس سياسة عنصرية ضد الفلسطينيين، معتبرة أن هذا الاعتراف والذي يأتي بعد قتل الصهاينة لمئات الآلاف من الأطفال، وتهجير الملايين ومصادرة الأراضي، لايتجاوز كونه محاولة لتحسين سمعة المنظمة، والكيان الذي يتم وصفه من قبل القوى الغربية بأنه نظام ديمقراطي.

شعبان اعتبرت أن أحد أشكال التغيير التي طرأت على عالم اليوم هي أن المعركة لم تعد عسكرية فقط، بل تليها المعركة الاقتصادية والثقافية والإعلامية والوجودية إلى حدّ بعيد، وأن المعاناة من ظلم القوى الغربية ومنها الصهيونية منتشرة على مدار الكرة الأرضية بتخطيط وتمويل وتسويق ممنهج تابع لإدارة عمليات واحدة، لافتة إلى أن الوسائل الناجعة لمقاومة وتغيير هذا الواقع الظالم، تبدأ بحركة شعبية إقليمية دولية ذات تخطيط فكري ولغوي وإعلامي مركّز وممنهج، يدرك تماماً حذاقة أدوات الخصوم ويعمل على تقويضها بأدوات أمضى منها، لأنها متسلحة بحقوق الشعوب وأحقية ما تعمل من أجله.

شعبان أشارت في كلمتها إلى اعتراف الولايات المتحدة بالمجزرة التي ارتكبها العثمانيون بحق الشعبين الأرمني والسرياني منذ مئة عام ونيّف، متساءلة إن كان هذا الاعتراف يأتي جزئياً كتغطية لمجازر تطهير عرقي يرتكبها العثماني الجديد في سورية، والعراق، وليبيا دون أن تتم إدانته من هذه القوى ذاتها، ودون أن نشهد أي تحرك لإيقاف عجلة الإجرام ومحاسبة مرتكبيها، وأضافت:” الإيمان بحقوق الإنسان والعمل من أجل ضمان هذه الحقوق، لا يقبلان المواربة ولا التورية ولا الاستخدامات الذكية أو المتذاكية لأهداف لا تمتّ إلى احترام الإنسان وحقوقه بصلة”.

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock