شهر العسل بين السوريين والحكومة أوشك على الانتهاء
يبدو أن المرحلة الماضية كانت شهر العسل بين السوريين والحكومة وأوشكت على الانتهاء، تصريحات لامعنى لها تسمع من وزارء الحكومة السورية وانتقادات حادة لم تسمع سابقاً ولا في حكومة الحلقي، تظهر الضعف في إدارة ملف الأزمات المعيشية من غلاء ومحروقات وكهرباء وحتى الدواء وأخيراً وصلت إلى المياه!
يسود صمت مطبق على باحة مجلس الوزارء عما يعانيه المواطن بشكل يومي في تأمين مستلزماته، رغم كل التفاؤل الذي شعر به المواطن مع تشكيل حكومة خميس حيث أدار ملف الكهرباء بشكل جيد في أوقات عصيبة أكثر من الوقت الحالي.
لايخطر على بال المواطن إلا التصريحات الدسمة من الحكومة بدايةً .. في مجال الكهرباء صرح الوزير محمد زهير خربوطلي في حديث لراديو سوريانا أن التدفئة الكهربائية من قبل المواطنين هي ظاهرة غير مقبولة .. فالكهرباء وجدت من أجل الاضاءة وليست للتدفئة وعلينا أن نتعلم ما هي استخدامات الكهرباء.. أصبح هذا التصريح مدعاة سخرية المواطنين على وسائل التواصل الاجتماعي حتى أن أحدهم نشر صورة لأحد الوزراء وهو يستخدم مدفئة كهربائية في اجتماع وزاري .. مرفقة بالتعليق : لماذا لايبدؤون بأنفسهم ونتعلم منهم ماهي استخدامات الكهرباء وتطبيقها في منازلهم وعملهم؟!
رئيس مجلس الوزراء قال في اجتماع مع الحكومة موضحاً صعوبة تمويل توليد الكهرباء: إن تكلفة الكهرباء يومياً هي مليار ليرة أي 365 مليار ليرة سنوياً وهو مايعادل في سعر الصرف حسب الموازنة لعام 2017 “775 مليون دولار تقريباً”، أي بنسبة 12% من نفقات موازنة عام 2017، العام الذي تقول الحكومة أنها خصصت للدعم الاجتماعي ودعم الأسعار فيه مبلغاً يصل إلى 1800 مليار ليرة أي حوالي 3,8 مليار دولار، بين ما هو داخل الموازنة، وما هو خارجها.. في حين أن الحكومة لاتقدم جزءاً بسيطاً من مخصص الدعم الاجتماعي لدعم القطاع الكهربائي بل تكتفي بإيهام المواطن أنه مبلغ كبير.
إذا لم يكن ضمن خطط صرف الحكومة لدعم الكهرباء فأين ستصرف هذه المبالغ المحددة؟ وهل صمت المواطن وصبره لايستحق كرم الحكومة؟
وجاء ارتفاع الأسعار في التعليم العالي ليزيد الضغط على المواطن أكثر حيث صرح معاون وزير التعليم العالي أن الارتفاع يستهدف الطالب المتعثر ليتحمل مسؤوليات مادية لتحفيزه على التخرج بسنوات أقل .. وعلق المواطنون: بما أن ارتفاع الأسعار لتحفيز الطالب على التخرج على حد قول طيفور .. كيف يمكن تحفيز الطالب بعد التصريح بأن الهدف الأساسي من التعليم المفتوح هو التثقيف وليس ممارسة العمل على أساس الشهادة؟!
وقارن طيفور هذه التكلفة بصرف العملات الأجنبية بمايعادلها بـ”الدولار” ليستنتج أن مايدفعه الطالب في التعليم العام لايتجاوز 25 دولار وهذا يؤكد على مجانية التعليم!.
وفي النهاية أصبحت أزمة المياه المستمرة حديث دمشق تحديداً وجاءت تصريحات مدير مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي محمد الشياح تلوم المواطن أنه يقوم بتعبئة كل مالديه من أوان وعبوات وأنه يحرم أخاه المواطن من حصته..!! وعلق المواطنون : كيف يمكن أن نقوم بذلك وضخ المياه ضعيف لدرجة أن الشياح صرح بوجود مناطق لن تستطع الحصول على المياه أبداً!!
الشياح أضاف أيضاً أن خطة الطوارئ التي حددتها المؤسسة تحوي عيوباً ونواقص سيتم تحسينها في الأيام القادمة.
فإذا كانت خطة “الطوارئ” تحوي عيوباً ! فما هي حال الخطط في الأيام الطبيعية .. يتساءل مراقبون!.
في النهاية ننتظر مايمكن أن يعيد الثقة في الحكومة .. وننتظر تصريحات عقلانية منطقية لما يجري مع عمل جاد لحل الأزمات.