صالح لــ«الوطن»: رسالة الرئيس الأسد للأسير المقت أكدت أن الجولان في قلب القائد
بينما يتزايد أكثر من أي وقت مضى إصرار سورية وأهالي الجولان المحتل، على استعادته، وهو الأمر الذي تجلى برسالة الرئيس بشار الأسد إلى عميد الأسرى العرب في معتقلات الاحتلال صدقي المقت، أكد مجلس الشعب، في الذكرى الثامنة والثلاثين للقرار الصهيوني الباطل ضم الجولان العربي السوري المحتل، على الاستمرار في النضال ومقارعة الاحتلال حتى إعادة كل ذرة تراب من أرض وطننا العزيز الطاهر بصمود شعبنا الأبي وبطولات جيشنا في ظل قيادة وحكمة وشجاعة قائد الوطن الرئيس الأسد.
وكان الكيان الصهيوني أعلن في الرابع عشر من كانون الأول عام 1981 ضمه للجزء المحتل من الجولان وفرض القانون والقضاء والإدارة عليه، الأمر الذي قوبل برفض كبير من أهالي الجولان المحتل، وكذلك برفض دولي واسع أثمر عن إصدار مجلس الأمن للقرار 497 الذي ينص على أن قرار الاحتلال فرض قوانينه وسلطاته وإداراته على الجولان المحتل يعدّ لاغياً وباطلاً وليس له أثر قانوني على أي صعيد.
وفي تصريح لـ«الوطن»، أوضح مدير مكتب شؤون الجولان في رئاسة مجلس الوزراء، مدحت صالح، أن قرار الكنيست «الإسرائيلي» بضم الجولان المحتل جاء بعد مقدمات الاستيطان في الجولان في محاولة لسلخه عن وطنه الأم سورية، لافتاً إلى إخفاق المحاولة الصهيونية برفض مجلس الأمن والأمم المتحدة لهذا القرار.
ولفت صالح إلى الرفض الكبير من قبل كافة قوى التحرير وأهلنا في الجولان المحتل لهذا القرار وإعلان الإضراب التحذيري في وقفة جماهيرية كبيرة ضد هذا القرار وإصدار بيان واضح أكدت فيه قوى التحرير وأهلنا في الجولان المحتل الانتماء لسورية الوطن والتمسك بالهوية السورية ورفضهم القاطع لقرار الضم وكل الإجراءات الصهيونية على أرض الجولان المحتل.
وأوضح صالح، أن أهلنا في الجولان وقفوا وقفة رجل واحد ضد الاحتلال الذي رد عليهم بحملات الاعتقال لقادة الحركة الوطنية والترهيب والترغيب لكنهم فشلوا في إخضاع أهالي الجولان لقرارهم ورغباتهم وأثبت الجولانيون عمق الانتماء الوطني.
ولفت صالح إلى أن قوى التحرير وأهلنا في الجولان المحتل أصدروا الوثيقة الوطنية التي حرمت التعامل مع الاحتلال أو استلام الجنسية الصهيونية، مؤكدة عمق الانتماء إلى الوطن والحفاظ على الانتماء، مشيراً إلى الإضراب الطويل الرافض لهذا القرار المشؤوم الذي قام به أهلنا في الجولان المحتل في 14 شباط 1982، حيث تصدى الأهل بكل الوسائل لهذا القرار وعمّ الإضراب العام والمفتوح ضد الاحتلال الصهيوني والمظاهرات قرى الجولان في موقف جماهيري عبّر عن قوة وصلابة الموقف الوطني للجولانيين والإصرار على مواجهة العدو ورفض قراره المشؤوم وجنسية الاحتلال تحت شعار «المنية ولا الهوية.. وسوريون بحلف الدم أسقطنا قرار الضم».
ولفت مدير مكتب شؤون الجولان في رئاسة مجلس الوزراء إلى أن أهلنا في الجولان المحتل في الذكرى الثامنة والثلاثين للقرار الصهيوني الباطل التي مرت يوم أمس تنادوا لاجتماع في الساعة السادسة مساء في قرية مسعدة المحتلة للتأكيد على رفض قرار ضم الجولان ورفض مشروع المراوح التي تحاول إقامته سلطات الاحتلال، مشدداً على أن «موقف أهل الجولان الأصيل لم يتغير أبدا في أصالته حتى الآن».
وتتزامن الذكرى لهذا العام مع الانتصارات المتتالية التي يحققها الجيش العربي السوري في الحرب الإرهابية التي تشن على سورية منذ أكثر من ثماني سنوات ووصوله إلى الربع ساعة الأخير من إعلان الانتصار النهائي، حيث كان كيان الاحتلال الداعم الأبرز للتنظيمات الإرهابية في سورية.
ولفت صالح إلى أن مخاوف كبيرة تعتري كيان الاحتلال الصهيوني من انتصارات جيشنا على الإرهابيين واكتسابه تجربة في حرب العصابات والقتال، لافتاً إلى أن الجيش العربي السوري أصبح يقلق «إسرائيل» لأن هذا الجيش هو عقائدي وحامٍ للوطن ويقوده قائد كبير يقود الوطن إلى النصر.
وأشار صالح إلى أن اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسيادة الاحتلال على الجولان المحتل «زاد من حدة التوتر لدى أهلنا في الجولان المحتل ومن تصميمهم وتصميم سورية على التصدي بشكل دائم للاحتلال لأن الانحياز الأميركي للصهاينة فاق كل تصور وأصبح يضرب القضية الفلسطينية والجولان ويشرع للاحتلال الاستيطان وضم الأراضي».
وفي الثاني من كانون الأول الجاري وجه الرئيس بشار الأسد رسالة إلى الأسير المقت بعد رفضه مقترحاً يقضي بالإفراج عنه وإبعاده إلى دمشق، بدلاً من مسقط رأسه في الجولان المحتل، حيث اعتبر الرئيس الأسد في رسالته أن خطوة المقت تجسيد وطني بأكمل صوره، وقال: «عندما رفضت الخروج إلى جزء من الوطن دون جزء آخر، وبمقدار ما كنا ننتظر خروجك من المعتقل بمقدار ما وقفنا احتراماً لرفضك الخروج بشروط المحتل».
ولفت صالح إلى موقف الأسير المقت هو تجسيد لموقف أهل الجولان وقوة انتمائهم للوطن، وأضاف «كان هذا الموقف بمثابة موقف وطني جامع معبر عن عمق الانتماء للوطن ورفضه أن ينال حريته بشرط محتل صهيوني».
وأوضح صالح أن «موقف الأسير المقت كان محطّ تقدير من قبل القيادة في الوطن وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد»، لافتاً إلى أن رسالة الرئيس الأسد كان لها الأثر الكبير والإيجابية على الأسير البطل وعلى أهلنا في الجولان المحتل التي زادت من معنوياتهم وأكدت لهم أن الجولان يعيش في قلب قائد الوطن وهو همُّ الوطن.
وبهذه المناسبة أكد مجلس الشعب في بيان تلقت «الوطن» نسخة منه أنه «رغم القمع الممنهج والإجراءات التعسفية للاحتلال إلا أن عزيمة أبناء الوطن لم ولن تلين في مقاومة المحتل وهمجيته، وقد عبروا عن ذلك منذ اللحظة الأولى بموقف وطني موحد في التصدي له حيث قدّموا الشهداء على أرض الجولان المحتل واعتقل من أبنائنا المئات ليظلوا على موقفهم الرافض للخضوع للاحتلال وإجراءاته العنصرية حتى وقتنا الحاضر».
وأكد المجلس على الاستمرار في النضال ومقارعة الاحتلال حتى إعادة كل ذرة تراب من أرض وطننا العزيز الطاهر بصمود شعبنا الأبي وبطولات جيشنا العربي السوري الباسل في ظل قيادة وحكمة وشجاعة قائد الوطن الرئيس بشار الأسد.
الوطن – موفق محمد