صهيوني لـ«الوطن»: 138 ألف فلاح بحاجة إلى المساعدة … قراءة في موسم القمح بعيون اتحاد العمال: الفلاحون خسروا 532 ملياراً من القمح وبموسم الحبوب 1186 مليار
| محمود الصالح
كشف رئيس الاتحاد المهني لعمال الصناعات الغذائية والزراعة ياسين صهيوني عن خسارة الفلاحين في موسم الحبوب الماضي 1718 مليار ليرة منها 532 مليار ليرة في محصول القمح و1186 مليار ليرة في محصول الشعير.
ووصف صهيوني في حديث خاص لـ«الوطن» هذه النتيجة بالكارثية على البلاد أولاً وعلى الفلاحين ولم يتم البحث والتحليل ووضع الإستراتيجية الوطنية لمنع حدوثها في المواسم التالية.
وقال: إن الموسم الماضي صحيح قد شهد انحباساً في الأمطار وتأخر الهطلات المطرية في بداية الموسم، وترافق ذلك مع ارتفاع غير عادي في درجات الحرارة خلال شهري آذار ونيسان، حيث سجلت في دير الزور 32 درجة خلال شهر نيسان. وكانت معدلات الأمطار بالنسبة للمعدل السنوي في المحافظات المنتجة للحبوب 29 بالمئة في دير الزور والحسكة 50 بالمئة والرقة 61 بالمئة وحلب 65 بالمئة وقد أدى ذلك إلى تدني الإنتاج في وحدة المساحة، كذلك تسببت الرياح القوية في رقاد محصول القمح في بعض المناطق، وكانت خطة زراعة القمح 1.5 مليون هكتار نفذ منها 1.2 مليون هكتار وقدر الإنتاج بحدود 3 ملايين طن من القمح دلت المؤشرات أن الإنتاج الحقيقي كان 1.7 مليون طن. وأضاف: لكن السؤال إن كان الإنتاج فعلاً بهذا الشكل لماذا لم نستلم سوى 530 ألف طن فقط ؟؟!!
أما محصول الشعير فقد تم التخطيط لزراعة 1.4 مليون هكتار نفذ منها حوالي ١.١ مليون هكتار قدر إنتاجها ١.٢ مليون طن وكان الإنتاج المحقق ٢٠٠ ألف طن فقط، لم يتم تسويق أي كمية منها من المؤسسة العامة للأعلاف.
ويتابع صهيوني حديثه عن الأضرار في محصول القمح بالقول: إن تقارير الحكومة تذكر أن الضرر طال ١٨٥ ألف هكتار مزروعة بالقمح البعل وبنسبة ٢٩ بالمئة من المساحة المزروعة وشملت ٥١ ألف فلاح. منهم ٢٥ ألف فلاح أضرار إنتاج منخفض بمساحة ٨٧ ألف هكتار، و١٩ ألف فلاح قاموا برعي المحصول بالأغنام بمساحة ٦١ ألف هكتار وهناك ٦٦١٥ فلاحاً تعرضوا لضرر كامل على مساحة ٣٧ ألف هكتار مزروعة بالقمح البعل. أما محصول الشعير البعل فقد وصل الضرر إلى ٤٩٦٠٠ فلاح ووصلت المساحة إلى ٤١٣ ألف هكتار من أصل المساحة المزروعة بالشعير البعل وقدرها ١.١ مليون هكتار والنسبة الأكبر من الضرر ٢٧٢ ألف هكتار شملت ٣١ ألف فلاح وتم رعي تلك المساحة بوساطة الأغنام.
وفي ٢٠٢٢ زرعنا ١.٢ مليون منها ٥٠٠ ألف هكتار في المناطق الآمنة وكان إنتاج الموسم الماضي ١.٥٥ مليون طن منها ٧٤٥ ألف طن في المناطق الآمنة، تم تسويق ٥٣٠ ألف طن منها إلى السورية للحبوب.
وعن توافر المازوت لفلاحة أراضي القمح والشعير وكذلك لتشغيل المحركات لعمليات ضخ المياه لري المساحات المروية من الآبار والأنهار والبحيرات قال صهيوني: بشكل عام لدينا ١.١ مليون هكتار من الأراضي المروية منها ٣٠٠ ألف هكتار تروى في مشاريع الري الحكومية من دون ضخ وهناك ٨٠٠ ألف هكتار تروى بالضخ بوساطة محركات منها ٦٠٠ ألف هكتار آبار و١٨٧ ألف هكتار أنهار. في الموسم الماضي تم منح الفلاحين ٤٦.٥ مليون ليتر من المازوت لأعمال الزراعة لخدمة عمليات الفلاحة والتي كانت في الحبوب ٢.٣ مليون هكتار إضافة إلى عمليات الري للقمح المروي والذي كان ٥٥٠ ألف هكتار علماً أن احتياج الفلاحة فقط هي 138 مليون ليتر، وحوالي خمسة أضعاف هذا الرقم لعمليات ضخ المياه للري.
وأشار رئيس الاتحاد إلى أنه في سبيل التخفيف من الآثار السلبية على صغار المزارعين ومعالجة حالات الفقر التي بدأت تظهر نتيجة فشل إنتاج القمح والشعير لموسمين متتاليين وعدم توافر مصادر دخل لهم خاصة في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة التي قد تجبرهم على الخروج من العملية الإنتاجية والهجرة بحثاً عن مصادر دخل، ما سيسبب زيادة معدلات الفقر والبطالة وتراجع مستوى الأمن الغذائي، وهذا يؤكد أهمية التعاون مع المنظمات الدولية العاملة في سورية ومساهمتها الفعالة في التخفيف من تلك الآثار السلبية من خلال تأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي وأهمها البذار، حيث يقدر الاحتياج منه بحوالي ٣٠ ألف طن قمح و٣٨ ألف طن شعير، إضافة إلى مستلزمات الإنتاج الأخرى، حيث يصل عدد الفلاحين المحتاجين للدعم بمستلزمات الإنتاج لـ ١٣٨ ألف فلاح في محصولي القمح والشعير.
وبيَّن صهيوني أن خطة الوزارة للموسم القادم ١.٥ ملايين هكتار قمح منها ٨٧٠ ألف هكتار بعل و٦٥٠ ألف هكتار مروي. أما الشعير فالمساحة ١.١ مليون هكتار مروياً وبعل وهذا يحتاج إلى ١٥٠ ألف طن من القمح بمعدل ١٠٠ كغ للهكتار و١١٠ آلاف طن بذار شعير بالمعدل نفسه.
في وقت بلغ إنتاج مؤسسة إكثار البذار للموسم الماضي ٦٥ ألف طن قمح وزع منها حتى الآن على الفلاحين ٤٤ ألف طن ومن الشعير تم توزيع ١٧٠٠ طن على الفلاحين.
هذه الأرقام تستحق منا الوقوف بشكل متأن عندها، ونبحث فيما إذا كانت لدينا خطة عملية يجري العمل وفقها لتوافر ما تحتاجه بلادنا من الحبوب لنحقق أمننا الغذائي ونحصن قرارنا السياسي السيادي.