العلاقات السورية الصينيةالعناوين الرئيسية

عالم جميل بحاجة إلى التنوع الحضاري بدلا من الكبرياء والتحيز

صادف يوم 28 حزيران الماضي عيد الأضحى، لكن عكرت حادثة شنيعة في أوروبا أجواء العيد المبهجة، إذ شهدت العاصمة السويدية ستوكهولم مجددا حرق القرآن الكريم خارج مسجد وبموافقة الشرطة السويدية.

وكالة شينخوا نشرت تقريراً أشارت فيه إلى أن حادثة حرق القرآن الكريم ومواقف الدول الغربية الغامضة منها إدانة شديدة من المجتمع الدولي وخاصة الدول الإسلامية، وأكدت المنظمات الإقليمية، مثل منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن حرق القرآن الكريم يُعد هجوما على المعتقدات الجوهرية للإسلام.

وقال التقرير:” ظلت الصين تعتقد أن الحضارات تختلف عن بعضها البعض، لكن لا تتفوق أي حضارة على حضارات أخرى؛ وتعتقد أن الحضارات يجب أن تحافظ على جمال نفسها وتعجب بجمال غيرها حتى تحقق الجمال المشترك، وتعارض جميع الأقوال والأفعال التي من شانها التحريض على الصراع والتمييز بين الحضارات.

بعد حادثة حرق القرآن الكريم، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أن الصين تدعو دائما إلى الاحترام المتبادل والشمول والتعلم المتبادل بين الحضارات، وترفض بقوة الأعمال المتطرفة مثل إساءة مختلف الأديان وإثارة صراع الحضارات، وتعارض ظاهرة “الإسلاموفوبيا” بجميع أشكالها؛ سبقت للحضارة الإسلامية أن قدمت مساهمات كبيرة في الحضارة العالمية، فيجب احترام معتقدات المسلمين ومشاعرهم الدينية، ويجب ألا يشكل ما يسمى بـ”حرية التعبير” حجة لإثارة صراع الحضارات والاستقطاب بين الحضارات؛ في مارس الماضي، طرح الرئيس شي جينبينغ مبادرة الحضارة العالمية، التي تدعو إلى المساواة والتعلم المتبادل والحوار والتسامح بين الحضارات، واستبدال القطيعة الحضارية وصراع الحضارات والتفوق الحضاري بالتواصل الحضاري والتعلم المتبادل والتسامح بين الحضارات؛ تحرص الصين على العمل مع المجتمع الدولي على تكريس روح مبادرة الحضارة العالمية، وتعزيز التواصل والحوار بين الحضارات بالخطوات الملموسة، بما يحافظ على التنوع الحضاري في العالم”.

واعتبر تقرير الوكالة الصينية أن حادثة حرق القرآن الكريم في السويد ليست حالة فردية. فعلى مر السنين، تكررت الأقوال والأفعال المتطرفة للدول الغربية التي تهاجم المعتقدات الدينية المختلفة وتثير صراع الحضارات، وراء ذلك مشاعر الكبرياء والتحيز التي تكنها الدول الغربية تجاه الحضارات غير الغربية.

وقال:” ظلت الحضارة الصينية تدافع بحزم عن التنوع الحضاري في العالم. تاريخيا، قامت الحضارة الصينية والحضارة الإسلامية بالتواصل والتحاور بطرق مختلفة، ممانصب نموذجا يحتذى به للتسامح والتعلم المتبادل بين مختلف الحضارات.

في هذا السياق، عقدت الصين مع الدول الإسلامية 4 دورات من ندوات الحوار بين الحضارتين الصينية والإسلامية، و9 دورات من ندوات الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية مع الدول العربية، لتبادل الآراء حول سبل توسيع التواصل الشعبي وتعزيز الحوار والتواصل بين الحضارتين.

في يوم 15 مارس عام 2022، دفعت الصين، كالراعي المشترك، الجمعية العامة للأمم المتحدة لتبني القرار بتحديد يوم 15 مارس كـ”اليوم العالمي لمكافحة رهاب الإسلام”، الأمر الذي يعكس بجلاء احترام الصين للحضارة الإسلامية ورفضها القاطع لظاهرة “إسلاموفوبيا” بجميع أشكالها.

قد أصبح تعزيز التواصل والتفاهم والثقة بين الحضارات طريقا مهما لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد” واختتم شينخوا تقريرها بالقول:” “لذة الحساء جاءت من مكوناته المختلفة.”

ففي المستقبل، ستواصل الصين عملها مع المجتمع الدولي على تكريس روح مبادرة الحضارة العالمية، وتعزيز التواصل والحوار بين الحضارات بالخطوات الملموسة، بما يحافظ على التنوع الحضاري في العالم، ويبني عالم تتألق فيه الحضارات المختلفة.

شينخوا

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock