عشية العيد.. حلب تتحدى الإرهاب
تحدت حلب محاولات العبث بأمنها بمزيد من الإصرار على مواصلة حياتها بشكل طبيعي بارتياد أهلها الاسواق بكثافة عشية عيد الفطر إثر تفجير الإرهابيين لعبوة ناسفة ليل أمس في أحد الأسواق التجارية المزدحمة بالمتسوقين.
ورصد “الوطن أون لاين” حركة اعتيادية في أسواق المدينة اليوم السبت 24 حزيران كتلك التي تشهدها عادة قبل حلول العيد ولاسيما في التلل والقوتلي وأنطاكي حمصي في حي العزيزية والنيل والماركات في حي الموكامبو وفي شارع الإكسبرس بحي الفرقان، وهو الذي شهد تفجير العبوة الناسفة التي أدت إلى إصابة 14 متسوقاً جلهم من الأطفال والنساء.
وأعرب سكان محليون التقاهم “الوطن أون لاين” عن عزمهم المضي في مزاولة حياتهم اليومية والخروج إلى العمل والأسواق مهما بلغ عتي الإرهابيين وغيهم “الذي أصابهم في مقتل جراء عودة الأمان والاستقرار إلى المدينة بعد صمود أسطوري لسكانها ونصرهم على أعتى هجمات الإرهاب العالمية، ولم يرق ذلك للإرهابيين وداعميهم والمجتمع الدولي الذي يسكت عن جرائمهم بحق السكان المدنيين الآمنين”، وفق قول أحد مرتادي المحال التجارية بحي الفرقان.
وأشار آخر إلى أن الهدف من التفجير الإرهابي، الثاني من نوعه منذ دحر جميع الإرهابيين من المدينة في 22 كانون الأول الفائت، منع الأهالي من العودة لحياتهم الطبيعية “التي تجاوزوا كل الصعاب لنيلها كحق مشروع لهم دفعوا ثمنه غالياً من إراقة دمائهم ودمار أرزاقهم ولن يتخلوا عنها”.
وكانت حلب وأسواقها التجارية عاشت في الأيام الاخيرة، وخصوصاً بعد وضع حد للتجاوزات الأمنية من بعض المسيئين فيها، حياة طبيعية كتلك التي ألفتها قبل الأزمة بعد أكثر من 4 سنوات من الحرب والقتل والتشريد تفنن فيها الإرهابيون بممارسة كل أساليب الإرهاب بحقهم منذ دخولهم المدينة في 22 تموز 2012.
وتبنت ميليشيا “كتيبة أبو عمارة” تفجير العبوة الناسفة أمس في الفرقان، وهي فصيل إرهابي نفذ العديد من عمليات الاغتيال والتفجيرات ضد السكان المدنيين على الرغم من تلقيها دعماً من واشنطن بوصفها فصيل “معتدل” في تجاوز للأعراف والقوانين الدولية.
يذكر أن مسلسل العبوات الناسقة عاد إلى المدينة في 25 شباط الماضي بتفجير عبوة في حي الأعظمية غربي حلب أودت بحياة اثنين من المدنيين وجرحت 8 آخرين بعد أن شهدت ساحة الاحتفال بإضاءة شجرة عيد الميلاد الفائت بحي العزيزية تفجير مماثل من دون وقوع شهداء أو إصابات على حين انفجرت عبوة ناسفة أخرى عند مستديرة سيف الدولة الحمداني (دوار الموت) في 29 كانون الأول 2014 أوقعت مصابين بينما نالت الأحياء الشرقية بعد خلوها من المسلحين حظها من العبوات الناسفة التي أودت بحياة 3 اطفال في حي بستان القصر وطفلة واحدة في حي سليمان الحلبي، كما جرح 3 مدنيين بعبوة زرعها المسلحون في حي السكري قبل هزيمة المسلحين فيه.
وشهدت حلب تفجير الكثير من العبوات الناسفة منذ عهدها بالأعمال الإرهابية إلا أن التفجيرات الانتحارية التي نفذتها وتبنتها “جبهة النصرة” (جبهة تحرير الشام حالياً)، أبرز مكونات “هيئة تحرير الشام”، مطلع 2013 في حلب كما في ساحة سعد الله الجابري ومشفى الحياة وقرب نادي الضباط كانت الأكثر دموية على صعيد إزهاق حياة الكثير من المدنيين.
حلب- الوطن أون لاين