عن السياسة والرياضة!
بقلم: فراس عزيز ديب
إذا ما استثنيا الأسئِلة المُعتادة التي يطرحها الشباب العربي اليوم بشكلٍ عام من قبيلِ أين الوعود الحكومية في التنمية والقضاء على البطالة؟ أين فرص العمل و حق الإنسان في الاعتقاد والتعبير وغيرها من الأسئلة المرتبطة بفشلٍ جماعي للمنظومة الرسمية، فإن هناك سؤالاً نافسَ بشراسة هذهِ الأسئلة منذ انطلاق بطولة كأس العالم في قطر و بعنوانٍ عريض:
هل يمكننا فصل السياسة عن الرياضة؟
دائماً ما نعاني عندَ الإجابة على الكثير من التساؤلات المثيرة للجدل بأننا نأخذ التعميم كوسيلة لطرح وجهةِ نظرنا، بمعنى آخر لايمكن اختصار هكذا سؤال معقَّد بجوابٍ واحد نعم أو لا، هكذا جواب لن يحمل أي نوعٍ من المصداقيةِ لأنه يتعاطى مع جميع المعطيات بمبدأ واحد ويستثني الكثير من المغالطات، ربما تبدو الطريقة الأفضل للحصولِ على الجواب المثالي هي تجزئة الجواب لعنوانين أساسيين:
على المستوى الرسمي، لايمكن فصل السياسة عن الرياضة بل على العكس السياسة في صلب الرياضة، يوماً ما قام الاتحاد البرازيلي لكرة القدم بإرسال مدرب لمنتخب ترينداد وتوباكو بالمجان على نفقةِ الاتحاد لأنهم صوتوا مع البرازيل لصالح قرار في الأمم المتحدة، طبعاً اخترت هذا المثال لأنه من جهةٍ غير متوقعة أما إن تحدثنا عن الدول ذات الوزن السياسي الكبير فحدِّث ولا حرج، لا تتسع سطور هذه الزاوية لها، هنا حوَّل السياسيون الرياضة إلى صندوقِ رسائل يبتز فيها بعضهم بعضاً بطريقةٍ قذرة وما زلنا هنا نتحدث عن المستوى الرسمي مع التذكير بأن هذا المستوى من صناعةِ القرار لم يوفر حتى التعاطي مع المثلية الجنسية وبيوت الدعارة والتنظيمات الإرهابية ليطرح وجهةَ نظره سعياً لتلميعِ صورته، فلماذا نستغرب إتجاره بالرياضة؟!
على المستوى الشعبي، تبدو الحالة أكثر تعقيداً قد يقول قائل نعم يُمكننا فصل السياسة عن الرياضة لكون الرياضة فرصة جميلة لتلاقي الشعوب منذ اختراع الألعاب الأولمبية حتى يومنا هذا، فمن تابع مباراة إيران والولايات المتحدة قبل أمس ربما شاهدَ كيف جرَت المباراة وانتهت بالكثير من الروح الرياضية علماً أن من هم ملكيين أكثر من الملك من كلا الطرفين صوروا المباراة وكأنها معركة، حرب، لكن في الميدان لم نشاهد أي سلوكٍ بمرجعياتٍ سياسية، حتى على المدرجات جلسَ الجميع يشجع بطريقة حضارية وشارك مشجعون من باقي الدول كلا الطرفين ذات التشجيع ولم تحدث حرباً لماذا؟!
من جهة ثانية هناك من يقول لا، لايمكن الفصل لأن هذا الفريق يمثل هذا البلد، طيب إن كان هذا الفريق يمثل هذا البلد لايعني بأنه يمثل سياساته هل دققنا مثلاً بالانتماء السياسي لأعضاء المنتخب الفرنسي؟! ربما هذا اللاعب لاتعنيه السياسة لامن قريب ولا من بعيد فلماذا نأخذه بجرائمِ غيره؟! هؤلاء بالنهاية ربما يحكمون على الشعوب من تصرفات حكامهم اللافت أن من لايريد هذا الفصل هو ذاته يستخدم هاتفاً غربياً وربما تكون سيارته أميركية، القضية هنا لا تتجزأ!
في الخلاصة:
قيلَ يوماً: إن كانت السياسةِ فاسدة فالرياضة قادرة على إصلاحها، ربما تبدو هذه المقولة قابلة للتطبيق في الكثير من المواقف المشابهة عن الخلط بين السياسة والرياضة، هذه المقولة قابلة للتطبيق في الكثير من المجالات بشرط أن لا يكون الطرف الآخر مصنفاً «عدواً»، عندها يسقط الفن والرياضة عندما تقتحم المبادىء.