فان دام: الغرب قلّل من شأن قوة النظام السوري بسبب جهلهم به
نشر موقع مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية مقالاً تحليلياً للباحث نيكولاس فان دام، تحدث فيه بلهجة اللّوم؛ حول أخطاء الغرب في سورية، الذي عمل لإسقاط الدولة السورية، لكن دون أن ينجح في ذلك، بحسب وقائع الميدان، بعد أن أصبح واضحاً ازدياد نطاق سيطرة الدولة، وحسم الحرب، وفشل كامل المشاريع الغربية.
وحمّل صاحب كتاب (الصراع من أجل السلطة في سورية: الطائفية، الإقليمية، والقبلية في السياسة) بجزأيه، السياسيون الغربيون مسؤولية عدم تحقيق أهدافهم «في الحرب السورية» مطالباً «بدراسة قراراتهم».
ونوه بأن «نهج الغرب إزاء الانتفاضة السورية من السهولة أن تهيمن عليه جرعة زائدة من التمني. وعلى ما يبدو، كان السياسيون يرتكزون في مواقفهم على ردود الفعل السياسية الداخلية اليومية، بدلاً من التركيز على الرؤية الطويلة الأجل والبراغماتية الموجهة نحو تحقيق النتائج التي كانت مطلوبة للعمل على المساعدة الحقيقية في حل الصراع».
وأضاف «تبنى معظم السياسيين الغربيين في وقت مبكر فكرة أن الصراع لا يمكن حله إلا إذا تمت إزاحة الرئيس بشار الأسد من السلطة. وكان كثيرون يعتقدون حقاً أن النظام سوف يسقط ضمن فترة زمنية قصيرة نسبياً.. وقد تم التقليل من شأن قوة النظام بسبب الجهل وعدم معرفة النظام السوري، فضلاً عن التفاؤل الذي كان في غير محله».
ولفت إلى أن الأكاديميين والصحفيين وصانعوا السياسات الذين توقعوا أن «هناك فرصة واقعية لبقاء النظام لفترة أطول، أو بحثوا في الشرعية الأخلاقية للمعارضة السلمية المزعومة، قد تعرضوا لخطر اتهامهم بأنهم مؤيدون للأسد أو حتى ضد الديمقراطية».
وأضاف «سادت الحجج الأيديولوجية أحيانا على الحجج الواقعية. حتى أن الأمم المتحدة ومبعوثيها لسورية كانوا من وقت لآخر متهمين بالانتماء للأسد بعد أدنى خطوة يمكن تفسيرها على أنها لا تعارض مصالحه».
وبيّن فان دام في مقاله أن الغرب في الواقع «اختلق توقعات كاذبة، وأعطى المعارضة الأمل في مزيد من الدعم الغربي الذي لم يقدم في النهاية. ومن خلال وصف حكم الرئيس الأسد بأنه غير شرعي.. منعت قبل أي وقت مضى؛ أي فرصة لتلعب دوراً بناءاً في إيجاد حل سياسي للأزمة».
وختم فان دام مقاله بالنتيجة التالية: «لقد استغرق الأمر وقتاً طويلاً قبل أن تبدأ المعارضة بإدراك أنها أصبحت ضحية للتوقعات الكاذبة التي خلقها ما يسمى بأصدقائهم في الغرب، الذين لم يرغبوا في مواجهتها بالحقائق علناً، ولا مع أنفسهم».
الوطن اون لاين