«فورين بوليسي»: «إسرائيل» دعمت استقالة الحريري.. ولكن؟!
تناقضات واضحة جاءت في مقال نشرته الدورية السياسية الأمريكية «فورين بوليسي» حول العلاقة بين السعودية والعدو الإسرائيلي فيما يخص الاستقالة الفضائحية لرئيس حكومة لبنان سعد الحريري واحتمالات التصعيد والضغط باتجاه حرب ضد لبنان، إذ يحاول كاتب المقال وهو كبير المراسلين العسكريين في صحيفة «هآرتس الإسرائيلية» عاموس هاريل أن يحصر مسؤولية التصعيد وما ينتج عنه بالسعودية التي تضغط على «الحكومة الإسرائيلية»، إذ نقل تأكيدات على لسان أعضاء في «مجلس الوزراء الإسرائيلي» أن «الحكومة ليس لديها أي فكرة عن خطط الحريري»!.
انتقل هاريل بعد مروره السريع على جزء من تاريخ التعارض بين الحكومة وقادة أجهزة المخابرات في الاحتلال الإسرائيلي ليؤكد أن «اسرائيل» كانت قد دعمت في البداية استقالة الحريري، واتهمت إيران بالتدخل في الشؤون اللبنانية، معتبراً ذلك «مجموعة نقاط تشبه إلى حدّ كبير الخط السعودي الرسمي». مضيفاً أن هذه التصريحات العلنية الأولى «ألقت إرباكا إسرائيلياً كبيراً حول التحركات الأخيرة التي قامت بها المملكة العربية السعودية.. وبعد استقالة الحريري مباشرة، توقف الوزراء الإسرائيليون عن معالجة الأزمة علناً.. إذ يدرك الاسرائيليون أن تحرك الحريري كان قسراً من السعوديين، لكنهم ما زالوا يجدون صعوبة في معرفة ما هي خطة الرياض».
أشار كاتب المقال إلى مقابلة وصفها بالنادرة نشرتها صحيفة سعودية منذ أيام مع «قائد الجيش الإسرائيلي الفريق غادي ايزنكوت» أكد فيها الخط الأساسي «إسرائيل»، مبيناً أن «السعوديين والإسرائيليين يتطلعون إلى النظر إلى إيران عندما يتعلق الأمر بطهران».. واصفاً إيران بأنها «أكبر تهديد للمنطقة»، لكنه سكب الماء البارد على احتمال أن تكون المواجهة بين حزب الله و«إسرائيل» وشيكة قائلاً «لا ارى فرصة كبيرة لهذا فى الوقت الحالي».
يتابع كاتب المقال بنقل صورة عما يجري في داخل الاحتلال الإسرائيلي مبيناً أن «الخبراء العسكريين والأكاديميين في إسرائيل يميلون إلى شرح الاندفاع المفاجئ للسعوديين كجهد من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتوطيد السلطة محلياً وإظهار القوة في جميع أنحاء المنطقة، حيث يعتزم الحدّ من النفوذ الإيراني».
مستدركاً «بطبيعة الحال، فإن عدم قيام إسرائيل أو حزب الله بالتخطيط لشن حرب لا يضمنان عدم حدوث أي نزاع». مشيراً إلى أن احتمال وقوع حرب وصفها بـ«العرضية» في لبنان هو «السيناريو الذي يمارسه الجيش.. ولكن الإسرائيليين يدركون أيضا عواقب صراع آخر في لبنان: دمار لم يسبق له مثيل على الجبهة الداخلية نتيجة لحملة صاروخية ضخمة يقوم بها حزب الله ضد السكان المدنيين والبنية التحتية الإستراتيجية على السواء، ورداً على ذلك، من المحتمل أن تصيب إسرائيل البنية التحتية للدولة اللبنانية، على أمل إجبار حزب الله على التوقف- وبالتالي خطر الانتقاد من المجتمع الدولي».
وختم هاريل مقاله بالإشارة الخاطفة إلى أن المسؤولين «الإسرائيليين» يساوون بشكل متزايد بين مؤسسات الدولة اللبنانية وحزب الله، مستشهداً بمقولة وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي أفيغادور ليبرمان مؤخراً: «إن الجيش اللبناني أصبح جناحاً للمجموعة المسلحة»!.
الوطن اون لاين