العناوين الرئيسيةمحلي

فيديو – حملة “مسعورة” تستهدف مطار دمشق الدولي ومؤسسة الطيران العربية السورية

"الوطن" تجول وتسأل وتتأكد

في اطار حملة أقل ما يقال عنها إنها “مسعورة” تستهدف مطار دمشق الدولي والعاملين فيه وكان سبقها حملة استهدفت مؤسسة الطيران العربية السورية، استغلت “الوطن” سفر الزميلة دعاء جركس من دمشق إلى القاهرة وطلبت منها التأكد من كل ما ورد من معلومات في منشورات وصور استهدفت المطار بشكل مباشر وطيران “السورية”، وكان هذا التحقيق.
بداية الوصول إلى مطار دمشق الدولي كان سلساً للغاية، حيث وصلت قرابة الساعة الواحدة ظهراً، الإقلاع مبرمج الساعة الرابعة من بعد الظهر. في المرآب عدد من حمالين الشنت مع عربات وعمال نظافة يكتفون بالتمني للركاب بالسلامة، وكل مسافر حر أن يعطي إكرامية إن شاء أو أن يمضي في طريقه، فلا يوجد ما هو إلزامي، أما عند المدخل الرئيس للمطار فهناك عناصر الطيران المدني الذين يتأكدون من صلاحية بطاقات السفر بكل لطافة وتهذيب مع عملية “سكانر” سريعة وتعقيم للحقائب لا تستغرق إلا دقائق معدودة ومن ثم يقومون بتعقيم أيضاً كل راكب أو مرافق يدخل صالة المطار وكل ذلك من دون أي إزعاج ووفقاً لتعليمات وزارة الصحة وسلامة المسافرين.
بعد دخول قاعة المطار يمكن ببساطة ملاحظة عمال نظافة شركة خاصة (حسب ما هو مدون على لباسهم) ينظفون الأرضية على مدار الساعة، وكلمة حق تقال: إن صالة المطار نظيفة للغاية، ولا يمكن لأحد أن ينتقد ذلك، وأنا أشهد وهذا ما شاهدته.
بعد دخول صالة المطار يجب التوجه إلى منطقة الميزان حيث لا يوجد أي ازدحام يذكر خلافاً لما نشر من صور، عدد من الركاب يدخلون تباعاً بعد تفتيش حقائبهم وعلى منطقة الميزان لا يوجد ازدحام أيضاً حيث يعمل عناصر “السورية” بحضور مسؤول عنهم يراقبهم ويتدخل حين يتطلب ذلك، وهنا أيضاً لا تستغرق العملية أكثر من ١٠ دقائق قبل التوجه إلى الأمن العام لختم جواز السفر. وحتى هذه اللحظة لم يطلب أحد من أي راكب “رشوة” أو مبلغ من المال كما أشيع، على العكس المعاملة سلسة للغاية وبسيطة، ويمكن ملاحظة لوحات في كل أرجاء المطار مكتوب عليها ما يحق للمسافر اصطحابه من أغراض شخصية ومن أموال وذلك منعاً لأي سوء فهم أو ابتزاز.
عند ختم الجوازات يوجد كاميرات فوق كل كوة وهناك ضباط تجول وتراقب ولا أعتقد أن يكون هناك أحد قادر على طلب “رشوة” أو “معلوم” وخاصة أن لا سبب يستدعي ذلك، حيث كل الأوراق يجب أن تكون نظامية وضمن القانون. وفي هذه المنطقة كان هناك عميد من الهجرة والجوازات تبين أنه رئيس المركز، فتوجهت إليه وعرفت عن نفسي وبأني صحفية وسألته عن “السيدة” المفترضة التي طلبت رشوة مقابل ٤ جوازات سفر بريطانية!! فابتسم وقال: للأسف من بين كل عناصر الهجرة والجوازات العاملون في المطار ليس هناك أي سيدة، لا الآن ولا في أي وقت آخر، وكلهم من فئة “شباب”، وبالفعل لم أجد أي سيدة في أي كوة.. استأذنته إن كان من الممكن أن أذهب إلى منطقة وصول الركاب لأشاهد ما يحصل، فقال بالطبع لكن يجب أن أرافقك حيث كونك مسافرة لا يحق لك الحضور في منطقة الوصول، لكن سأرافقك، حيث كان هناك طائرة تتبع لشركة أجنحة الشام قد وصلت للتو من الكويت. ترافقت مع سيادة العميد، وفي هذه المنطقة يجب على كل مسافر تصريف ١٠٠ دولار أميركي قبل التوجه إلى الأمن العام. هناك ٤ موظفين من المصرف التجاري السوري وقفت وشاهدت كيف يعملون حيث لا يستغرق الأمر أكثر من ٣٠ ثانية بالضبط لإنهاء هذه العملية لكل مسافر، من بعدها يتوجه ليختم جواز سفره على أن يقابل الطبيب المكلف من وزارة الصحة للتأكد من صحة فحص البي. سي. أر أو بطاقة التلقيح، حيث تسمح سورية لكل من هو ملقح بالجرعتين بالدخول دون فحص بي سي أر، وعند انتهاء هذه المرحلة يتوجه الراكب إلى منطقة استلام الحقائب حيث يوجد كوة مدون عليها أن العربية ب ١٥٠٠ ليرة سورية من دون عامل و٢٠٠٠ مع عامل وهو يختار ما الذي يريده، أما موضوع خروج الأمتعة ففي حال لم يكن هناك أكثر من طائرة قد وصلت فلا تستغرق أكثر من ١٥ دقيقية، لكن في حال وجود أكثر من طائرة ونظراً لندرة العمال قد تتأخر لمدة نصف ساعة، ثم يخرج المسافر بعد أن تتم عملية سكانر للحقائب من عناصر الجمارك الموجودين في المطار.
بعد الانتهاء من هذه الجولة وسؤال عدد من الركاب إن كان هناك ما أزعجهم وكل من سألته أجاب بالنفي، رافقني سيادة العميد مجدداً إلى منطقة المغادرين بعد أن شكرته على حسن معاملته وتعاونه مع الإعلام ووعدته بأن أنقل كل ما شاهدته عبر “الوطن” لجلاء حقيقة ما يحصل في مطار دمشق الدولي ووثقت ذلك بصور من خلال هاتفي الجوال.
في منطقة المغادرين، وبعد الانتهاء من ختم الجوازات، هناك شابان من الأمن العام يدققان الختم على الجواز ويأذنان للركاب بدخول منطقة الترانزيت، حيث توجد بوابات الطائرات.
في الطابق الأول من المطار هناك العديد من المحال التجارية، تعرض بضائع تتنوع بين بسكويت صناعة محلية أو أجنبية (مهرب عالأغلب) وصولاً إلى الزي التقليدي السوري مروراً بعلب الحلو الدمشقي المعروف والبن وفناجين القهوة والمياه المعدنية.
توقفت عند بائعة وسألتها عن سعر فنجان القهوة، فأجابت الصغير ب٣ الاف والكبير ب ٦ آلاف وأمامها لوحة لم أكن قد انتبهت إليها منشور فيها وبالخط العريض أسعار كل السلع المعروضة. فسألتها: هل يمكن لراكب أن يسدد ٢٠ الف ليرة سورية ثمن فنجان قهوة ادعى أنه تم تقديمه إليه خلال وجوده في غرفة المدخنين أو بالقرب منها؟ ابتسمت وأجابت: هذا مستحيل لأنه لا يوجد من “يضيف القهوة” في المطار ولا أعتقد أن مثل هذه الضيافة موجودة في أي مطار بالعالم، وخاصة أنه لا يسمح لنا بالخروج من كواتنا، ولماذا يسدد ٢٠ ألفاً؟ وثمن الفنجان الكبير ٦ آلاف!!
التقطت عدداً من الصور، وتأكدت من صلاحية نصف علب الحلو الموجودة والمعروضة للبيع وكانت كلها ضمن فترة الصلاحية ولا يوجد أي من التي دققت فيها منتهية الصلاحية، وعرفت من احد البائعين أن مديرة التموين قامت منذ فترة بزيارة إلى المطار للتأكد مما نشر على الفيسبوك، وبالفعل كان هناك معروضات منتهية الصلاحية، وتم تنظيم ضبوط بحق المخالفين وإحالتهم إلى القضاء، ومنذ ذلك الحين لم يلاحظ أي مخالفة.
قبل الصعود إلى الطائرة هناك عند البوابة التفتيش الأخير وخاصة لحقائب اليد التي يحتفظ بها المسافرون، ومن دون أي إزعاج يدخل الركاب تباعاً بعد قطع بطاقة الصعود من موظفي طيران السورية.
الطائرة من طراز ايرباص ٣٤٠ العريضة، درجة رجال الأعمال تبدو مريحة للغاية، حيث المقاعد الجلد والمساحة الواسعة ودرجة انحناء كبيرة لكل مقعد.. خلفها الدرجة السياحية حيث كان مكاني، الطائرة نظيفة والتبريد جيد، ومدة الرحلة من دمشق إلى القاهرة ساعة وخمس دقائق فقط، يقدم خلالها طاقم الرحلة وجبات باردة سريعة للركاب، ومشروبات، علماً أنه في الرحلات القصيرة كهذه لا تقدم عادة الوجبات بل فقط المشروبات نظراً لضيق الوقت.
عناصر الضيافة مبتسمون، الرحلة غادرت الأرض متأخرة ١٠ دقائق نتيجة تأخر عدد من الركاب.. الإقلاع والهبوط كالعادة أكثر من ممتاز بقيادة الطيارين السوريين المشهورين دولياً بمهاراتهم وتدريباتهم الاستثنائية علماً أنهم يعملون بظروف قاسية جداً نتيجة الحصار المفروض على “السورية” التي يمنعها من تجديد أسطولها والحصول على قطع الغيار اللازمة والتي يتم إحضارها بطرق خاصة يصعب علي فهمها أو شرحها، لكن الأكيد أن “السورية” التي كانت تحمل شعار “تعني الأمان” لا تزال وستبقى تعني كل الأمن والأمان.
باختصار، لا نلغي فرضية أن يكون هناك شخص فاسد داخل مطار دمشق الدولي يبتز الركاب، لكن الأكيد أن ما تم نشره ليس إلا حملة يمكن وصفها بالمسعورة، لأني لم ألاحظ شيئاً مما نشر وقيل عن المطار، وخاصة أن هناك ضباط تجول في كل أرجائه، ويمكن لأي راكب أن يشتكي للضابط الموجود في حال تعرض لأي عملية ابتزاز، كما يمكن له أن يشتكي من خلال مراسلة “السورية” على سبيل المثال، أو الطيران المدني السوري، أما التشهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي واختلاق قصص لا يمكن أن تكون واقعية ويتم تناقلها والقص واللصق وكأنها واقعة ليست بحاجة للتأكيد أو النفي، فهذا يدخل في اطار الظلم والتجني وخاصة أن كل من يعمل في المطار أو في “السورية” يعمل بظروف استثنائية وتحت الحصار وبرواتب متواضعة، وعلى الرغم من ذلك قادرون على تأمين سفر مئات الآلاف من السوريين والعرب والأجانب من مطار دمشق الدولي وإليه بكل أمن وأمان ومن دون تذمر لأنهم مدركون أن الحرب لابد أن تنتهي يوماً وتعود دمشق ومطارها إلى ألقهما المعتاد.
ملاحظة: كل عناصر الطيران المدني والعاملين في المطار يرتدون الكمامة، وحدهم الركاب يرفضون ذلك، وقد يحتاج هذا الأمر إلى تعميم أو إلى من يقدم الكمامات مجاناً للمسافرين حماية لهم ولمن معهم داخل المطار أو على متن الطائرة.

تم توثيق هذا الفيديو البسيط بواسطة كميرا الهاتف المحمول

 

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock