في الذكرى الـ75 لتأسيسه.. الجيش السوري يسطر ملاحم بطولية في مواجهة قوى الشر والإرهاب ورأس حربة في محور محاربته
في الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الجيش العربي السوري، يستذكر السوريون والعرب وحتى الغرب محطات بطولية راسخة في القلوب والعقول صنعها هذا الجيش منذ تأسيسه، ولكن ما سيتذكره جيدا الجميع وسيدونه التاريخ هو تصدي هذا الجيش لأعتى حرب إرهابية في التاريخ تشن على سورية وتسطيره خلالها ملاحم وانتصارات بطولية دفاعا عن الوطن والبشر والشجر والحجر.
حرب مستمرة منذ أكثر من تسع سنوات، تحالفات فيها معظم قوى الشر الغربية والإقليمية، واستخدمت أدوات إرهابية من مختلف أصقاع العالم، للنيل من سورية كدولة ومن قيادتها وشعبها وجيشها، لأنهم رفضوا الخنوع وقالوها لا واضحة لقوى الاستعمار والامبريالية. حرب لو شنت على أي دولة لسقطت ربما في أشهر معدودة بمؤسساتها وقيادتها وشعبها، لكن سورية بقيادتها وجيشها وشعبها، أبت الاستسلام وآثرت التصدي لهذه الحرب وكانت قيادتها وجيشها رأس الحربة في هذا التصدي المتواصل حتى اللحظة.
لم تكن حرباً تقليدية على الإطلاق، فقد شاركت فيها في البداية عن بعد أقوى دول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وأنظمة إقليمية أبرزها نظام الرئيس رجب طيب أردوغان.. واخرى محسوبة من أبناء جلدة العرب منها النظام السعودي ومشيخة قطر.. إضافة إلى كيان الاحتلال الاسرائيلي، ومن ثم بشكل مباشر عندما هزمت عصاباتها الإرهابية.
في ظل الصورة السابقة لم يكن التصدي لهذه الحرب أمرا سهلا، وبنفس الوقت كان هناك قرار وتصميم كبير لا رجعة عنه من القيادة في سورية والجيش العقائدي والشعب على التصدي لهذه الحرب وتحقيق الانتصار للإبقاء على سورية كما هي بمبادئها وثوابتها الوطنية والقومية، وتم امتصاص مرحلة السنوات الأولى من الحرب التي استبسل فيها الجيش وقدم كواكب الشهداء على امتداد الجغرافية السورية وحقق الكثير من الانتصارات على قوى الإرهاب وقوى الشر الداعمة والممولة له.
ومقابل تكالب قوى الشر الغربية والدولية والإقليمية المشاركة في هذه الحرب للنيل من سورية، أقدمت دمشق على الاستعانة بدول وقوى صديقة وحليفة (روسيا، إيران، حزب الله) ليتشكل “محور محاربة الإرهاب” مقابل “محور دعم الإرهاب” الذي تقوده الولايات المتحدة، وليكون الجيش العربي السوري رأس الحربة في المحور الأول، وليتم تسريع الانتصارات في معظم الأراضي السورية وإفشال مخططات قوى الشر الغربية والإقليمية عبر دحرها وأدواتها الإرهابية في شمال البلاد وجنوبها ووسطها وشرقها، وليزداد تصميم سورية وقيادتها وشعبها و”محور محاربة الإرهاب” على دحر قوى الشر وإرهابهم ورد الأخير على مصدريه.
ورغم انقلاب المعادلة كليا في الميدان لصالح الجيش العربي السوري لتصميمه على تطهير كل شبر من الجغرافية السورية من رجس الإرهاب، إلا أنه ترك الباب مفتوحا لحقن الدماء، من خلال تفعيله لـ”المصالحات” التي أفضى الكثير منها إلى عودة سيطرة الدولة على الكثير من المناطق، بالترافق مع مواصلته تطهير المناطق التي يرفض فيها المسلحون “المصالحات” بالحسم العسكري.
اليوم مع الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الجيش العربي السوري، وانكفاء الإرهاب من معظم الاراضي السورية، القيادة السورية والجيش العربي السوري العقائدي والشعب العرب السوري أكثر تصميما على تحقيق النصر النهائي بالقضاء على ما تبقى من إرهاب، وإخراج الاحتلال بكل مسمياته من جميع الأراضي السورية إن كان أميركياً أو عثمانياً أو اسرائيلياً، ويمكن أن يكون ذلك بالحسم العسكري أو السياسة، وخصوصاً أن “محور دعم الإرهاب” لمس جيدا لا بل بات لديه يقين بأن “محور محاربة الإرهاب” سيمضي في تحقيق هدفه حتى النهاية.
موفق محمد – الوطن