محلي

في مؤتمر عن دور الاستشعار عن بعد.. مدير البحث العلمي: “شبعنا تنظيراً”

أثارت كلمة مدير عام الهيئة العليا للبحث العلمي حسين صالح لغطاً أثناء افتتاح فعاليات المؤتمر العلمي «دور الاستشعار عن بعد والنظم الرافدة في مرحلة إعادة البناء والإعمار» عن تجاهل مدير الهيئة العامة للاستشعار عن بُعد هيثم منيني لدور الهيئة العليا للبحث العلمي في التحضير للمؤتمر على اعتبارها شريكاً إستراتيجياً في التنظيم، واصفاً كل ما تحدث به منيني بـ«التنظير»، مطالباً بضرورة الوقوف عن الأبحاث العلمية وهو الأكثر فائدة في هذا المؤتمر، وموجهاً النقد لمنيني بحدّية لكونه أخفى دور الهيئة في كلمته ولم يُحضر لها ذكراً، الأمر الذي أثار نوعاً من الاستغراب لدى الحاضرين، لتتحول قاعة المؤتمر إلى تساؤلات وهمسات ما بين الحضور عما يجري من حديث، وخاصة في ظل حضور رسمي على مستوى عربي ودولي.

وخلال افتتاحه فعاليات المؤتمر، أكّد مدير الهيئة العامة للاستشعار عن بعد هيثم منيني أهمية الوقوف عند التخطيط الإقليمي للتخفيف من الأضرار من أجل إعادة الإعمار في جميع المجالات لاسيما في البيئة والزراعة والموارد والبناء، مبيناً أنّه لا بد من إعادة بناء البيئة التي تضررت والمساحات التي خرجت عن الإنتاج والخدمة والبحث عن موارد مائية جديدة.
وفي تصريح لـ«الوطن» بيّن أهمية التخطيط الإقليمي الذي يعتبر الاستشعار عن بعد والأنظمة الرافدة أهم أدواته، موضحاً أنّه لا وجود للتخطيط الإقليمي دون الاستشعار عن بعد، مشيراً إلى ضرورة أن يكون هناك تخطيط إقليمي في حال عدم وجوده. وأضاف خلال حديثه: لا بد من البحث والدراسة المستفيضة لموضوع العشوائيات التي كانت بؤراً أمنية وبيئة خصبة للإرهاب.
وأشار منيني إلى أنّ انعقاد المؤتمر جاء للوقوف على أبواب مرحلة جديدة وهي مرحلة إعادة الإعمار، موضحاً أنّ الهيئة منذ التأسيس هي على اطلاع وتواصل مع الدول، متلقية كل جديد فيما يخص موضوع الاستشعار عن بعد.
موضحاً أنّ الأزمة عابرة والعمل مستمر على تسخير العلوم والاستفادة منها في كامل القطاعات ذات الصلة، والاستفادة من هذه العلوم، بالرغم من تعذر الدراسات التقليدية و الميدانية في المناطق الساخنة خلال الأزمة، إلا أنّ الهيئة أخذت دورها في مجالات عدّة وبنت شراكات حقيقية مع جهات ووزارات عدّة منها الزراعة والنفط والموارد المائية والإدارة المحلية.
وبيّن مدير الهيئة الهدف الأساسي والاستراتيجي للهيئة هو الاستمرار بهذا التواصل وإتاحة الفرصة للجهات التي يمكن أن تستفيد من تقنيات الاستشعار عن بعد، مشيراً إلى أنّ ذلك يفرض تحديات تتطلب تظافر جهود كل المؤسسات والعمل على صيغة تكاملية ليأخذ كل دوره.
ومن جانبه، قال مدير عام الهيئة العليا للبحث العلمي حسين الصالح في كلمة له: «دائماً تعودنا أن نتكلم بشفافية، الشخص والإنسان المنظم والهيئة المنظمة لهذا المؤتمر هي الهيئة العليا للبحث العلمي، التي لم تذكر في كلمة مدير هيئة الاستشعار عن بعد»، وأضاف: « نجتمع هنا تحت مظلة الهيئة العليا للبحث العلمي التي هي الذراع العلمي البحثي في سورية، شعارنا أن يكون الموضوع عمليات وتجارب تطبيقية على أرض الواقع، وهو ما اتفقنا عليه جميعاً، ولكن لأضع الحقيقة أمامكم «شبعنا تنظيراً»، ولدينا الكثير من المحاضرات، الموضوع عرض تجارب عملية للاستفادة منها في إعادة الإعمار، كل ذلك ينطلق من السياسة الوطنية التي وضعها الباحثون السوريون وهي أكثر من 3 آلاف بحث وهذا هو الموضوع ».
و أشار صالح في تصريح لـ«الوطن» إلى أنّ الهيئة العليا للبحث العلمي أوجدها السيد الرئيس كمظلة وطنية للبحث العلمي في سورية، وهي الذراع العلمي البحثي في أي مشكلة تهم البحث العلمي، مبيناً أنّ كل ما تم إعداده من محاور مستقاة من السياسة الوطنية للبحث العلمي التي أنجزتها الهيئة بالتعاون والتنسيق مع كل الجهات الوطنية العامة والخاصة.
وأشار صالح إلى أنّ موضوع المؤتمر مهم لأنه يتم به تفعيل هذه السياسة التي أصبحت بوصلة لا بد من الجميع التقيد بها لأن لها أهدافاً تخدم التنمية المستدامة ، مؤكّداً على أهمية احترام كل الأبحاث، إلا أنّ الأبحاث التي تهم السياسة الوطنية يجب دعمها والأخذ بها لأنه وضعها الباحثون السوريون لخدمة سورية».
وزير الاتصالات والتقانة علي الظفير أكّد لـ«الوطن» أهمية الاستشعار عن بعد وخاصة كون أهميته تزداد في الحروب والأزمات كونها تمكّن من مراقبة الأماكن التي لا يمكن الوصول إليها والحصول على البيانات المهمة عنها، مبيناً أنّه لا يوجد أي مرفق في الحياة أو مشروع تنموي أو أي وزارة أو قطاع لا يحتاج إلى الاستشعار عن بعد، فدراسة العشوائيات أو الغابات أو البيئة أو المناطق العمرانية كلها تحتاج تقنية الاستشعار عن بعد.
مبيناّ أن هناك دوراً مهماً لتطبيقات الاستشعار عن بعد يمكن الاستفادة منها وسورية بأمس الحاجة لها، مؤكّداً أنّ الوزارة في صدد إنجاز هيكلية جديدة للهيئة لتأخذ دورها لتفعيلها في التنمية في كل القطاعات لتفادي تكرار الاستثمارات وهدر والوقت والجهد.
وأضاف: أهمية المؤتمر أنه جاء بعد انقطاع ثماني سنوات وخلاله سيتم عرض أوراق عمل وتوصيات لتنفّذ في الوزارات الأخرى المعنية، التي ستبدأ عملها مع الهيئة بما يفيد في مرحلة إعادة الإعمار.
موضحاً أنّ المؤتمر سيتناول عدّة محاور أهمها الاستشعار عن بعد والتخطيط الإقليمي والبيئي، والاستشعار عن بعد وتقدير الاحتياجات من الموارد الطبيعية والزراعية التي يمكن للتقنيات الاستشعار عن بعد أن تساعد في تحديد هذه الاحتياجات، والاستشعار عن بعد والأضرار الناجمة عن الأزمة وإعداد الخرائط الغرضية، ما يسهم في مساعدة جميع القطاعات لإعادة الإعمار والبناء.
وخلال حضوره افتتاح فعاليات المؤتمر، أكّد وزير السياحة بشر يازجي لـ«الوطن» على أهمية الاستشعار عن بعد وضرورة التعاون مع الهيئة العليا للاستشعار عن بعد، موضحاً أنّه يتم التحضير للتعاون مع الهيئة والتوقيع عليه سيكون قريباً، مبيناً أنّ التعاون يكون بما يفيد وزارة السياحة بمرحلة التخطيط إن كان على مستوى إقامة المشاريع السياحية أو فيما يخص موضوع الأملاك البحرية و توظيفها بالشكل الأمثل.
وأشار يازجي إلى أهمية التخطيط الإقليمي معتبراً التخطيط هو الأساس لبناء كل المشاريع، وهو بحاجة إلى الصور الفضائية لتحديد أماكن وتفاصيلها وفق خطة وزارة السياحة بناء على مخططات يمكن التنسيق بعدها مع هيئة التخطيط الإقليمي و التخطيط السياحي. معتبراً انعقاد مؤتمرات العلمية و الاقتصادية في سورية هو دليل على مرحلة التعافي.
عقد مؤتمر «دور الاستشعار عن بعد والنظم الرافدة في مرحلة إعادة البناء و الإعمار» بالتعاون بين الهيئة العامة للاستشعار عن بعد و الهيئة العليا لبحث العلمي وتحت رعاية وزير الاتصالات.

قصي أحمد المحمد

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock