كمقدمة لتغييرات دبلوماسية ستطول آخرين.. الشيباني يعيد سوسان والجعفري إلى الإدارة المركزية

فيما يمكن اعتباره باكورة للتغييرات المرتقبة ضمن السلك الدبلوماسي السوري خارج البلاد، أصدر وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني في وقت متأخر من ليل الإثنين، قراراً يقضي بإعادة كل من سفيري سوريا في روسيا الاتحادية بشار الجعفري، وفي العربية السعودية أيمن سوسان، إلى الإدارة المركزية في دمشق.
ونقلت “الوكالة العربية السورية للأنباء- سانا”، عن مصدر مسؤول في الخارجية قوله إن القرار جاء “في إطار حركة التغييرات الدبلوماسية التي بدأت للتو”، موضحاً أن “تسيير شؤون السفارتين سيتم عبر القائم بالأعمال ريثما يصدر رئيس الجمهورية التعيينات الرسمية كبدلاء في المنصبين خلال الفترة المقبلة”.
وقرار الشيباني هو أول إجراء من نوعه بعد تشكيل الحكومة السورية الجديدة، وكان منتظرا ومطلبا لدى معظم السوريين بضرورة إجراء تعديلات تطول السفارات العاملة في الكثير من العواصم العربية والأجنبية باعتبار أن القائمين عليها كانوا من رموز النظام السابق، مع مناشدات بتعيين دبلوماسيين سوريين من أصحاب الخبرة وممن أعلنوا انضمامهم لصفوف الثورة وانشقوا عن النظام البائد.
وعين الرئيس المخلوع بشار الأسد محمد أيمن سوسان في منصب سفير سوريا في السعودية في 13 كانون الأول 2023، كأول سفير لدمشق بعد إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، وقبل ذلك كان يشغل منصب معاون وزير الخارجية والمغتربين منذ عام 2014 وقبلها كان يشغل منصب سفير سوريا في بلجيكا والاتحاد الأوروبي حتى عام 2012.
وبعيد إسقاط نظام الأسد أطلق سوسان تصريحات لافتة وقال لـ”تلفزيون سوريا” إن الأسد كان يتزعم شبكة تهريب المخدرات من سورية، وقال: “لم يكن بالإمكان التحدث معه (الأسد)، وكنا نتناقش كموظفين من دون أن نوصل تلك النقاشات له، لأننا نعرف عقله وتفكيره القائم على أنا وبس وأنا ومن بعدي الطوفان”.
وفي لقاء آخر له على قناة “الحدث” السعودية قال سوسان: “ما شهدته سورية ثورة حقيقية.. نحن مطمئنون بشأن مستقبل سورية”.
أما بشار الجعفري فقد عين سفيراً في موسكو في 5 تشرين الأول 2022، بعد أن شغل منصب نائب وزير الخارجية منذ 22 تشرين الثاني 2020، وكان قبل ذلك الممثل الدائم لسورية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، منذ عام 2006.
وبرز اسم الجعفري بشكل كبير كأحد أهم أزلام نظام الأسد، من خلال مواقفه وتصريحاته والدور الذي لعبه في شيطنة ومحاربة الحراك الشعبي السوري في المحافل الدولية وأروقة الأمم المتحدة.
وبعد إسقاط نظام الأسد أعلن الجعفري أن بلاده في عهد الأسد كانت بلا نظام، وتحكمها “منظومة فساد ومافيا”، ودعا “العقلاء والحكماء لتهدئة الشارع وبناء المستقبل بحيث تكون سورية لكل السوريين”، مطالباً بضرورة “عدم تكرار أخطاء الماضي”.
ويأتي قرار الشيباني بإعادة كل من سوسان والجعفري إلى دمشق، بعيد تداول أنباء عن تغيير واشنطن الوضع القانوني للبعثة السورية في نيويورك من بعثة دائمة لدولة عضو لدى الأمم المتحدة، إلى بعثة لحكومة غير معترف بها من الولايات المتحدة.
وأوضح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية لـ“سانا” أن الإجراء المتعلق بتعديل الوضع القانوني للبعثة السورية في نيويورك هو إجراء تقني وإداري بحت، يرتبط بالبعثة السابقة، ولا يعكس أي تغيير في الموقف من الحكومة السورية الجديدة.
وأشار المصدر إلى أن الخارجية على تواصل مستمر مع الجهات المعنية لمعالجة هذه المسألة وتوضيح السياق الكامل لها، بما يضمن عدم حدوث أي التباس في المواقف السياسية أو القانونية ذات الصلة، وأكد الالتزام بمواصلة العمل الدبلوماسي، والتنسيق ضمن الأطر الدولية، لتحقيق تطلعات الشعب السوري في بناء وطنه.
وأكد المصدر أنه يتم العمل حالياً على مراجعة شاملة لوضع البعثات السورية في الخارج، وسيتم الإعلان قريباً عن قرارات جادة تتعلق بإعادة ترتيبها وتنظيمها، بما يعكس تطلعات السوريين، ويعزز حضور البعثات على الساحة الدولية، وبما يضمن كفاءة الأداء ووضوح التمثيل السياسي.
الوطن