العناوين الرئيسيةمحلي

“كورونا” ودراما رمضان توسعان الشرخ الاجتماعي في حلب

أفرز وباء كورونا وإجراءاته الاحترازية، ظواهر اجتماعية كثيرة فرضت نفسها على المجتمع الحلبي، ووسع الركون إلى المنزل و”التباعد الاجتماعي” في ظل الحجر الصحي الساري المفعول ليلاً من الشرخ الاجتماعي الذي عززته دراما شهر رمضان، التي تستقطب جمهوراً واسعاً أمام شاشاتها بمنأى عن التواصل الاجتماعي.

 

ولعبت عوامل عديدة نفسها في الحد من التقارب بين الأفراد من أقارب وأصدقاء، والتي أثرت على بنية العلاقات الاجتماعية الراسخة بشكل تقليدي في مجتمع لا يزال طيف لا بأس به من طبقاته محافظاً وفي منأى عن تيارات الحداثة والعصرنة بفعل الانغلاق الذي عززته سنوات عجاف طويلة من الحرب على الإرهاب.

 

“كنا نجتمع حول مائدة واحدة في مناسبات عديدة، سواء في سيرانات شي الكباب على المحلّق أم في أي بقعة خضراء، بما فيها الحدائق العامة، قبل أن تحظرها إجراءات فيروس كورونا الوقائية، كما ألّفت المناسبات الاجتماعية ودعوات السهر العائلية بين قلوب الأسر التي تربط صلة الرحم فيما بينها، وكذلك الموائد الرمضانية التي تجمع الكبير والصغير والقريب والبعيد، ليذهب كل ذلك أدراج الرياح في زمن كورونا الذي أجبرنا على التقوقع وأحدث شرخاً اجتماعياً واسعاً بين أفراد المجتمع”، يقول صاحب محل لبيع الأقمشة في حي شارع النيل ل “الوطن”.

 

ويرى مدير معهد تعليمي للشهادتين الأساسية والثانوية في حي الفرقان ل “الوطن” أن الروابط الأسرية تزعزعت كثيراً بفعل “كورونا”،و خصوصاً في شهر رمضان: “فالأخ لا يدعو أخاه إلى الإفطار والولائم الرمضانية في خبر كان، والصديق ينأى بجانبه عن صديق العمر، والزيارات المنزلية في أدنى حدودها إلا لأمر ضروري، ونخشى أن تطول الأزمة فتحفر عميقاً في بنية وتركيبة الأسرة والعلاقات الاجتماعية”.

 

ووجد المحجور عليهم في بيوتهم ضالتهم في المسلسلات الرمضانية التي آنست وحدتهم وعزلتهم، وزادت من حدة التنافر الاجتماعي في عصر الفيروس المستجد: “كنا نجتمع في بعض الأحيان خلال الشهر الفضيل، ولاسيما في أوقات السهر، لمتابعة المسلسلات السورية جماعات من الأقارب والأصدقاء لنتسامر ولقضاء وقت ممتع مع بعضنا بعضاً، أما الآن فنسهر ونتسلى وحيدين أمام شاشات رمضان، ولم يعد بالإمكان دعوة أحد والجلوس أمامه لانقضاء موعد الفجر السادسة صباحا”، بحسب قول أبو وائل مالك مكتبة في حي بستان القصر ل “الوطن”.

 

خالد زنكلو – الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock