كيف تحولت مباراة القمة إلى تأدية واجب؟.. هل يتحول الكرامة إلى مارد كرمى عين الوثبة؟
فريقا الوثبة وحطين كانا يعلقان آمالاً كبيرة على لقاء تشرين مع الاتحاد ليقلبا كل موازين الدوري وحساباته الصعبة، لكن جرت رياح المباراة كما تشتهي سفن البحارة، فكان الاتحاد لقمة سائغة بعد أن وصل اللاذقية مهزوماً قبل أن تنطلق صافرة البداية.
الظروف التي رافقت فريق الاتحاد حطمت روحه المعنوية، فإقالة إدارة النادي قبل يومين من المباراة (كركبت) أجواء كرة القدم، وخصوصاً أنها ترافقت مع انسحاب الجهاز الفني للفريق بقيادة المدرب محمد عقيل، فعهدت اللجنة المكلفة بتسيير الأمور إلى تكليف أحمد هواش لقيادة المباراة كحل إسعافي مؤقت.
المتابعون رأوا أن الاتحاد صمد في الشوط الأول لكنه في الشوط الثاني كان (شكل تاني) وكنا نشعر أن في كل هجمة لتشرين هناك فرصة هدف، لاعبو تشرين (سرحوا ومروحوا) في هذا الشوط كما يشتهون وأكثروا من الاستعراض وإضاعة الفرص السهلة ولو تعاملوا مع الفرص بجدية أكثر لكان للمباراة نتيجة أخرى وربما سجل تشرين فوزاً تاريخياً كبيراً، لكنه على ما يبدو كان ينظر إلى الفوز قبل كل شيء وهو ما ناله وثبته على الصدارة بانتظار النتيجة السعيدة في الأسبوع القادم التي ستمنحه اللقب الأهم والأول في دوري المحترفين بعد أن ناله سابقاً في مناسبتين سابقتين، اللقب الأول موسم (1981/1982) واللقب الثاني موسم (1996/1997) وعلينا أن تذكر أن لقبه الأول كان وصيفه الوثبة فهل يعيد التاريخ نفسه بعد (38) سنة.
بفوز تشرين تلاشت آمال حطين ولو فاز على الجزيرة قانوناً أو بالميدان فإن الفارق صار أربع نقاط وهو أبعد عن المنافسة في الجولة الأخيرة.
صورة المنافسة انحصرت بين تشرين والوثبة والفارق نقطة واحدة، واللقب معلق بنتيجة مباراتين، الأولى في حمص بين الكرامة وتشرين، والثانية في اللاذقية بين حطين والوثبة، والمفارقة العجيبة في المباراتين أنهما ستشهدان مواجهة كروية بين قطبي اللاذقية وحمص، فهل ينتصر القطب الواحد من أجل الثاني؟ أي هل سيلعب الكرامة لمصلحة الوثبة وحطين لمصلحة تشرين؟
هذه الصورة جميلة وهي أفضل من العكس، لكن بعيداً عن كل الفرضيات فإن تشرين أقرب إلى اللقب لفارق النقطة، فأي تساوٍ بالنتائج هو لمصلحته، فإن خسر تشرين وخسر الوثبة فهذا لمصلحة تشرين وكذلك إن انتهت المباراتان إلى التعادل أو الفوز.
تشرين عليه أن يركز على مباراته مع الكرامة دون أن يشوش فكره بمتابعة مباراة منافسه الوثبة، لأن مصيره بيده ولا حاجة له لأي خدمات يقدمها الآخرون، في حين الوثبة سيضع عيناً في اللاذقية وأخرى في حمص وهو يحتاج إلى معادلة معقدة بعض الشيء ليظفر باللقب الذي يحلم به ولم ينله سابقاً، أولاً عليه الفوز على حطين بأي نتيجة، وثانياً يلتمس من جاره الكرامة أن يوقف تشرين ولو بالتعادل، ولكن علينا أن نتساءل: هل الكرامة قادر على تأدية هذه الخدمة؟ الحالة التي ظهر عليها الكرامة في مبارياته الأخيرة دلّت على أن الفريق غير قادر على مقارعة تشرين، فهل يتحول الكرامة إلى مارد كرمى عين جاره الوثبة؟
ناصر النجار – الوطن