كيف سينعكس الخلاف السعودي القطري على ميليشيات الشمال؟
أتى الخلاف السعودي القطري المتصاعد ثماره في الشمال السوري الذي ظهرت فيه بوادر عن قرب اقتتال ميليشياته المسلحة التي تنقسم إلى فريقين توالي قيادات كل واحد منهما للرياض والدوحة.
ورجحت مصادر معارضة مقربة من الميليشيات المسلحة في ادلب وحلب لـ “الوطن أون لاين” أن تجتاح “جبهة النصرة” (جبهة فتح الشام حالياً)، والتي تشكل العمود الفقري لـ “هيئة تحرير الشام”، مناطق للميليشيات المناوئة لها وخصوصاً “حركة أحرار الشام الإسلامية” وحلفائها كما في المناطق الحدودية مع تركيا، بعد موجتي اقتتال دارت رحاهما في مناطق متفرقة من ادلب الشهر الفائت ومطلع العام الجاري.
أما في ريف حلب الشمالي فتحرشت “تحرير الشام”، التي تتلقى أوامرها من الدوحة، مراراً بميليشيات موالية للرياض وأنقرة، ويتوقع أن تعاود الكرة على خلفية الصراع السعودي القطري لاسيما في محيط جرابلس واعزاز اللتان تسيطر عليهما ميليشيات محسوبة على أنقرة، كما يتوقع أن تستمر الهيئة في الإغارة على مواقع وحدات “حماية الشعب” ذات الأغلبية الكردية والتي تشكل معظم قوام “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) المدعومة أمريكياً في مناطق سيطرتها المحيطة بمنبج وعفرين الهدف المقبل لـ “النصرة”.
وأوضحت المصادر أن الانقسام الخليجي القطري سينعكس سلباً على تشكيل تركيا لجيش من الميليشيات المسلحة تقوم بتدريبها في معسكرات بلدة الراعي الحدودية بهدف ضرب معاقل “حماية الشعب” خصوصاً في عفرين ومحيطها ووصل اعزاز بريف حلب الغربي فريف ادلب المجاور.
وشهد اليوم الأربعاء 7 حزيران هجوم إحدى الميليشيات المسلحة التي لم تعلن عن اسمها على حواجز للوحدات الكردية في المدخل الشمالي لبلدة تلرفعت التي تسيطر عليها “قسد” وتسعى أنقرة لاستعادتها عن طريق قوات رديفة لـ “درع الفرات” التي سيطرت على مدينة الباب نهاية العام المنصرم بعد فشل الضغوط الأمريكية لتسليم 11 قرية وبلدة تقع تحت سيطرة “قسد” لميليشيات من “الجيش الحر” تابعة وموالية لأنقرة.
شرارة اقتتال الميليشيات الممولة من الرياض والدوحة قد تشتعل في أي فترة خصوصاً في المناطق الحدودية مع تركيا والتي شهدت استقدام كل ميليشيا لتعزيزات عسكرية تحسباً لمنازلة محتملة قد لا تتأخر في حال استمرار الخلاف بين النظامين القطري والسعودي، بينما من غير المعروف حقيقة موقف أنقرة التي خسرت التمويل القطري للميليشيات الإخوانية وفي مقدمتها “أحرار الشام” إلا أن اشتداد عود “النصرة” قد يجبر الجيش التركي على نزال في ادلب ظلت تتحاشاه طوال الشهرين الماضيين.
إدلب – الوطن اون لاين