كيف يُعد معرض الصين الدولي للاستيراد محفزاً للتعاون والرخاء المشترك بين الصين وأفريقيا
في قمة منتدى التعاون الصيني-الأفريقي “فوكاك” لعام 2024 التي عقدت في أيلول الفائت أعلنت الصين أنها ستوسع سوقها من جانب واحد وتعهدت بدعم المنتجات الأفريقية من خلال منصات مثل معرض الصين الدولي للاستيراد.
وبعدها شهرين، اُفتتحت الدورة السابعة من معرض الصين الدولي للاستيراد في شانغهاي. وعُرضت العديد من المنتجات الأفريقية، وجرت محادثات استثمارية بهدف تحويل السوق الصينية الكبيرة إلى فرصة واسعة.
وقد تجلى صدق الصين بحسب تقرير لوكالة “شينخوا” في مواصلة الانفتاح أمام العالم من خلال هذا المعرض، فضلا عن مبادئها المتمثلة في الصدق والنتائج الحقيقية والصداقة وحسن النية تجاه أفريقيا.
رئيس مجموعة التجارة في قسم خدمات الأعمال والتجارة المصرفية في ستاندرد بنك، فيليب ميبورغ قال لـوكالة “شينخوا”، إن الدعم السياساتي يعد أحد المحركات الرئيسية للتعاون الاقتصادي والتجاري المتنامي بين الصين وأفريقيا.
وأوضح أنه توجد في إطار منتدى فوكاك مبادرات واسعة النطاق تدعم مشاركة البلدان الأفريقية في معرض الصين الدولي للاستيراد من أجل تيسير التجارة.
ومنذ انعقاد المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى فوكاك في عام 2021، عملت الصين وأفريقيا بشكل مطرد على دفع تنفيذ مبادرات المنتدى، بما في ذلك “القناة الخضراء” للمنتجات الزراعية الإفريقية التي تدخل الصين، وتم تسريع عمليات التفتيش والحجر الصحي، وتوسيع الإعفاءات الجمركية، الأمر الذي عاد بالفائدة على صناعة الزهور والأفوكادو والحمضيات والبن وغيرها من المنتجات الزراعية الواردة في أفريقيا.
وقد ساهمت إجراءات الترويج التجاري، التي اتخذتها الصين، بشكل ملحوظ في تعزيز صادرات إفريقيا إلى الصين. ففي الأشهر التسعة الأولى من هذا العام بلغت واردات الصين من أفريقيا 626.74 مليار يوان أي (حوالي 87 مليار دولار أمريكي)، وهو ما يمثل زيادة نسبتها 10.3 في المائة على أساس سنوي، وفقا لبيانات الهيئة العامة للجمارك.
كما يشغل الجنوب العالمي مكانة بارزة هذا العام في معرض الصين الدولي للاستيراد، فقد سلط منتدى هونغتشياو الاقتصادي الدولي السابع الضوء على “التنمية المستدامة للتعاون العالمي بين الجنوب والصين وأفريقيا” كموضوع رئيسي للمناقشة، بهدف تقديم رؤى وتوصيات لتعزيز النمو الشامل في أقل البلدان نموا.
ولفت ميبورغ إلى أن المعرض يمكن أن يلعب دورا حاسما في مساعدة البلدان النامية على الحد من الفقر وتحقيق التنمية المستدامة من خلال توفير الوصول إلى أسواق واستثمارات وتكنولوجيا ومعارف جديدة.
وتلتزم الصين دائما بتعزيز التعاون بين بلدان الجنوب. وخلال قمة منتدى فوكاك في بكين هذا العام، أعلنت الصين أنها قررت منح جميع الدول الأقل نموا التي تربطها علاقات دبلوماسية مع الصين، ومن بينها 33 دولة في أفريقيا، معاملة بدون رسوم جمركية تغطي نسبة 100 في المائة على جميع الخطوط الجمركية. وهذا جعل الصين أول دولة نامية كبرى وأول اقتصاد كبير يتخذ مثل هذه الخطوة.
إن خطة العمل، التي تم تبنيها في قمة بكين وحددت 10 مبادرات شراكة لتوجيه المرحلة المقبلة من التعاون الصيني-الأفريقي، يمكن أن يكون لها تأثير بعيد المدى على شعوب أفريقيا، حسبما أشار بيتر كاغوانجا، الرئيس التنفيذي لمعهد السياسات الأفريقية بكينيا.
وقد قال ميبورغ لـ”شينخوا”، خلال فعاليات معرض الصين الدولي للاستيراد هذا العام إن “ما نقدره هو أن الصين تفتح السوق لأفريقيا”، لافتا إلى أن “الصين صديق حقيقي وأصيل لأفريقيا”.
شينخوا