تواصل دول اجتماع موسكو الثلاثي، روسيا وإيران وتركيا، جهودها لإنجاح محادثات أستانة بين الحكومة السورية والمعارضة، وسط حرص على مشاركة أوسع للفصائل المسلحة، التي دعتها أنقرة إلى اجتماع بحضور الراعي الروسي.
وقال مصدر معارض في العاصمة التركية أنقرة لـ«الوطن»: إن تركيا أرسلت دعوات للفصائل المسلحة التي تدعمها لحضور اجتماع قد يعقد خلال الساعات أو الأيام المقبلة بحضور ممثل عن الخارجية الروسية».
وأوضح المصدر أن «الاجتماع هو للتحضير لاجتماعات الأستانة التي ستجري ما بين العشرين والخامس والعشرين من الشهر المقبل بين ممثلين عن المعارضات ووفد الحكومة السورية»، وسبق أن رحب الرئيس الكازاخستاني باستضافة هذه المحادثات في بلاده.
ووفقاً للمصدر فإن هدف الاجتماع مع الفصائل المدعومة تركياً هو أولاً الاتفاق على خريطة طريق للمفاوضات السياسية المقبلة، وثانياً التأكيد على فصل هذه الفصائل عن تلك المصنفة إرهابية، وثالثاً منح غطاء سياسي وأرضية للمعارضات التي ستشارك في أستانة علماً أن الأسماء المشاركة لم تعلن بعد.
ومن المرجح وفقاً للمصدر ذاته، أن تتواصل الاجتماعات في أنقرة إلى أن يتم التوصل إلى إعلان نوايا بوقف كامل العمليات العسكرية طوال فترة المفاوضات السياسية والالتزام بمكافحة الإرهاب بكل أشكاله بالتعاون مع الجيش العربي السوري وذلك تمهيداً للتفاوض.
وتحدث المصدر عن ضغوطات تركية وقطرية بدأت تُمارس على هذه الفصائل للقبول بالاتفاق الثلاثي الروسي الإيراني والتركي (الترويكا) لإنهاء الحرب في سورية والقضاء على الإرهاب فيها.
ونفى المصدر أن يكون هناك أي حديث في الوقت الحالي عن مجالس محلية مستقلة، مؤكداً أن الأمر مجرد أفكار يتم طرحها لكن تنفيذها يبدو مستحيلاً وخاصة في ظل انتشار جبهة النصرة على بقع واسعة من الأراضي السورية.
وجاء حديث المصدر المعارض متوافقاً مع ما أعلنته المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس من أن «جهود التحضير للمفاوضات في أستانة تركز على اتجاهات معينة، بما في ذلك ضمان الحضور القوي لفصائل المعارضة المسلحة»، معتبرة أن «هذه هي الصفة الرئيسية التي ستميز مفاوضات أستانة عن عملية جنيف».
من جهته ذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات نقلتها وكالة «رويترز» للأنباء، أن الحكومة السورية تجري محادثات مع المعارضة قبيل اجتماع أوسع نطاقاً محتمل في عاصمة كازاخستان أستانة، لكنه لم يذكر أين تجرى المحادثات الراهنة ولم يتضح أي الجماعات المعارضة تشارك فيها.
وفي معرض تعليقه على آفاق التعاون مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أضاف لافروف: «في حال كانت واشنطن مستعدة للتعاون البناء، سيكون بوسعنا ليس إحراز تقدم في تسوية المشاكل الثنائية فحسب، بل والمساهمة سويا في تجاوز القضايا العالمية والإقليمية الخطيرة، بما في ذلك تسوية أزمتي سورية وأوكرانيا»، لافتاً إلى أنه «تتوفر هناك المقدمات الضرورية لذلك».
وفي وقت سابق، بحث لافروف مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، بحسب بيان صادر عن الخارجية الروسية، «أهمية استكمال التنسيق في أقرب وقت ممكن بشأن الجوانب العملية لوقف إطلاق النار، وعزل التنظيمات الإرهابية عن المعارضة السورية المعتدلة، بالإضافة إلى إعداد اجتماع أستانة وفق مقتضيات القرار الدولي رقم 2254»، في حين ذكرت مصادر دبلوماسية تركية أن جاويش أوغلو زوّد نظيره الروسي بمعلومات عن المحادثات التي أجراها مع مسؤولين قطريين بشأن القضية السورية، وفق موقع «ترك برس».
لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد مساء أمس أن مفاوضات جنيف «فشلت»، مشدداً على أنه لن يرحب «بمباحثات أستانة إذا تمت دعوة المنظمات الإرهابية إليها»، في إشارة إلى القوات الكردية في شمال سورية.
الوطن – وكالات