أكدت مصادر دبلوماسية عربية لـ«الوطن»، أن المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا أبلغ المدعوين إلى فيينا بأن جدول الأعمال لا يتضمن جولة مفاوضات، بل «اجتماعاً خاصاً» حول مسألتين فقط هما الدستور والانتخابات.
وقال المصدر: إن دي ميستورا يتحدث في كواليسه عن أهمية هذا الاجتماع، لكونه يسبق اجتماع الحوار الوطني الذي سيقام في «سوتشي»، في الثلاثين من الشهر ذاته، ويقول للمقربين منه: إنه «أولى» في مناقشة الدستور والانتخابات، ومتسائلاً عن جدوى «سوتشي»، الذي من المفترض أن يبحث في تشكيل لجان تقدم اقتراحات من أجل دستور جديد للبلاد.
وقال المصدر: إن دي ميستورا يريد أن يعرف «كيف يمكن لسوتشي أن يساهم في تقدم جنيف ودعمه»، مبدياً امتعاضاً كبيراً من مؤتمر الحوار الوطني، وهو الامتعاض الأميركي ذاته، وامتعاض وفد «منصة الرياض»، وكل الجوقة التي تتبع المحور المعادي لسورية.
المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته بين لـ«الوطن»، أن دي ميستورا طلب من الحكومة السورية الرد خلال اجتماع فيينا على البنود الأربعة الواردة في الورقة التي قدمها للوفدين في جنيف، المتضمنة ١٢ بنداً، والبنود الأربعة تتعلق حصراً بالدستور والانتخابات.
وختم المصدر بالتأكيد على أن ما سيسمى اجتماعاً في «فيينا»، لا أجندة ولا هدف له سوى «الإعلامي» منها وابتزاز مؤتمر الحوار الوطني، كذلك قطع الطريق أمام ممثلي الشعب السوري بكل فئاتهم، الذين سيجتمعون في «سوتشي» لتقرير مصيرهم، حيث يسعى دي ميستورا لحصر تمثيل السوريين بالوفدين الحكومي ووفد «منصة الرياض»، وذلك خلافاً للقرار ٢٢٥٤، علماً أن الترجمة الحقيقية للقرار الأممي، تكمن في اجتماع «سوتشي» وليس بما يريده دي ميستورا ويعمل من أجله.
وكان مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية الكسندر لافرنتييف، أكد في وقت سابق أمس، أن الدول الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية، اتفقت على قوائم المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني السوري.
وخلال موجز صحفي عقده على هامش الاجتماع الثلاثي بين روسيا وإيران وتركيا، ويجري للتحضير لمؤتمر «سوتشي»، قال لافرنتييف: «إن المهم من اللقاء هو التأكيد على جاهزية إجراء هذا المؤتمر في موعده، حيث سيصل المشاركون يوم الـ29 من الشهر الجاري وفي الـ30 منه سيجري المؤتمر».
وأعرب لافرنتييف عن أمله في أن يكون تمثيل الأمم المتحدة في مؤتمر سوتشي عالي المستوى وقال: «إن مناقشة كل المسائل يمكن أن تحتاج لوقت، لكن المهم هو إطلاق عملية التسوية السياسية، وإعطاء الفرصة لإعادة الروح لعملية جنيف ولكي يستطيع المبعوث الخاص للأمم المتحدة الإفادة من نتائج هذا المؤتمر».
الوطن