رفضت معظم رموز “المعارضة” تلبية الدعوات التي وجهها متزعم “هيئة تحرير الشام”، مظلة “جبهة النصرة” (جبهة فتح الشام حالياً)، الإرهابي “أبو محمد الجولاني” عبر وسطاء لإجراء حوارات تتعلق بتشكيلها إدارة مدنية لشمال سورية يشرك فيها شخصيات “معارضة سياسية” لم تتلق الضوء الأخضر من أنقرة لمثل هكذا إجراء.
وعلم “الوطن أون لاين” من مصادر معارضة مقربة من شخصيات وجهت إليها دعوات “الجولاني” أن الحكومة التركية ضد مشاركة أي من الشخصيات السياسية المعارضة في نواة الإدارة المدنية أو مشاركة قيادات الميليشيات العسكرية في الإدارة العسكرية لمحافظة إدلب أهم منطقة نفوذ افتراضية لأنقرة على الرغم من سيطرة “النصرة” على معظم معاقلها ومساحتها الجغرافية حتى 22 الشهر الفائت خلال احتدام المعارك مع ميليشيا “حركة أحرار الشام الإسلامية”.
وقالت المصادر أن المشاورات بين أنقرة وطهران من جهة وبين أنقرة وموسكو من جهة ثانية قطعت شوطاً متقدماً لجهة الإجراءات الواجب اتخاذها على الأرض في إدلب على اعتبارها أكبر منطقة “خفض توتر” بين المناطق الخمس المتفق عليها، ولذلك تسعى الحكومة التركية على عدم التشويش على طموحها بالتدخل في إدلب في مناطق تستولي عليها “النصرة” التي ترفض أي تدخل وتحاول جاهدة إدارة المحافظة عبر مؤسسات تدعي أنها مدنية لاحتواء غضب الدول الكبرى التي تضعها على قائمة الإرهاب وفي مقدمتها الولايات المتحدة التي خرجت تصريحات عن موفدها الخاص إلى سورية مايكل راتني أخيراً اعتبرت إدلب “أكبر تجمع لتنظيم القاعدة في العالم”.
واعتبرت المصادر، ونقلاً عن “قيادات عسكرية” في إدلب، أن ما يحدث فيها لن يزيح أنقرة عن مطامعها التي تعد المحافظة الحدودية مع حدودها الجنوبية منطقة نفوذها التي تسعى لإقامة قواعد عسكرية فيها إلا أن “النصرة” وأخواتها في “تحرير الشام” تحول دون ذلك بعد انكفاء “أحرار الشام” أهم حليف عسكري لها عن الساحة العسكرية وحتى السياسية بوصفها ممثلة للإخوان المسلمين.
وأكدت المصادر أن جهود “النصرة” لتشكيل إدارة مدنية لإدارة شؤون المحافظة ستفشل حتماً لأنها لن تجد من يشاركها في العملية من معظم الهيئات السياسية وحتى رموز المعارضة السياسية وأن عرض فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية بسماحه بإقامة حكومة معارضة في إدلب يشارك فيها ببعض الحقائب الوزارية محض خيال غير قابل للتطبيق على الأرض بأي شكل من الأشكال على الرغم من مساعي أنقرة لتعويمه وتبييض صفحته في الوقت الراهن بغية تجنيب إدلب أي تدخل عسكري من “التحالف الدولي” الذي تقوده واشنطن.
إدلب- الوطن أون لاين