ما وجهة الجيش المقبلة في حلب؟
تتعدد جبهات حلب التي يمكن للجيش ان يستكمل عمليته العسكرية فيها إلا أن تأمين المدينة من الهجمات التي قد تشنها الميليشيات المسلحة أو من القذائف التي تطالها يشكل أولوية قصوى بعد أن جرى توحيد المدينة وطرد المسلحين من أحيائها الشرقية.
ودلت الخروقات التي نفذها المسلحون عقب الهدنة سارية المفعول منذ 30 الشهر الفائت وبضمانة موسكو وتركيا أن جمعية الزهراء شمال غرب المدينة ومنطقتي البحوث العلمية (غرب) والراشدين الرابعة (جنوب غرب) الجبهات المنتخبة لشن معارك للجيش باتجاهها كونها مصدر الخطر الداهم الذي يعتمده المسلحون كنقاط لإطلاق القذائف الصاروخية على أحياء المدينة الغربية بغية تأمين محيطها.
ويرى خبراء عسكريون تحدثت إليهم “الوطن أونلاين” أن جمعية الزهراء، التي يسيطر المسلحون على قسم منها منذ نهاية 2014، تشكل التهديد الجدي والكبير لمدينة حلب كون الهجمات تنطلق منها باتجاه حي الزهراء الذي لا يعبر بالمفهوم العسكري خاصرة ضعيفة للمدينة كونه “مدشم” بشكل جيد ومحمي أمام أي هجوم كبير محتمل ولكن الجمعية، على الرغم من ذلك، تتسبب بصداع كبير لسكان المدينة جراء القذائف التي تطلق منها على الدوام والهجمات الفاشلة المتتالية بين الحين والآخر والتي تترافق مع إطلاق وابل من القذائف المتفجرة على الحي الذي غدا القسم الواقع منه على خط التماس منكوب وخالي من السكان.
وتتشارك جمعية الزهراء والصالات الصناعية في الليرمون والمتاخمة لها الأهمية ذاتها من حيث الأهمية العسكرية حيث تعتبر الأخيرة منطقة انطلاق لشن هجمات نحو حي الزهراء مع الحديقة الخلفية لها والواقعة في بلدة كفر حمرة المجاورة شمالاً وضهرة عبد ربه المتاخمة من جهة الغرب، وكلاهما هدف حقيقي للجيش السوري الذي أعد العدة جيداً لتطهيرهما من “جبهة فتح الشام” (النصرة سابقاً) قبل انطلاق ما يسمى “ملحمة حلب الكبرى” نهابة آب المنصرم لفك الحصار عن مسلحي الأحياء الشرقية للمدينة.
ويؤمن تطهير جمعية الزهراء والصالات الصناعية في الليرمون وضهرة عبد ربه طريق خناصر عند مدخل المدينة الشمالي الغربي نحو طريق اعزاز الدولي بالإضافة إلى أحياء شارع النيل والخالدية والشهباء الجديدة والأندلس التي تتلقى ضربات صاروخية موجعة من المسلحين مصدرها تلك المناطق.
وبعد امتلاك “فتح الشام” وبقية الميليشيات المسلحة صواريخ غراد ذات مدى بعيد، غدا بإمكانها توجيه ضربات من جمعية الزهراء وشهرة عبد ربه تصل إلى عمق الأحياء الآمنة كما في الفرقان والمارتيني وجامعة حلب الهدف الدائم للعصابات المسلحة.
أما الهدف التالي للجيش السوري ولحلفائه فيتمثل في منطقة الراشدين الرابعة التي تستخدمها ميليشيا “جيش الفتح” لشن هجمات على حلب وتثبيت منصات إطلاق الصواريخ فيها والتي تضرب أحياء الحمدانية ومشروع 3000 شقة سكنية وضاحية الأسد، كما تؤلف المنطقة الواقعة إلى جنوب غرب مشروع 1070 شقة سكنية جبهة ساخنة يتخذها المسلحون للحشد وشن هجمات نحو المشروع لتكرار سيناريو “ملحمتي” حلب بنسختيها الأولى والثانية للوصول إلى الكليات الحربية جنوب المدينة، ولذلك يكتسي تحرير الراشدين الرابعة نقطة مفصلية نحو تقدم الجيش وحلفائه نحو الريف الجنوبي وصولاً إلى بلدة خان طومان ومحيطها وبلدتي العيس والزربة وطريق عام حلب دمشق خط الفصل مع ريف حلب الغربي الذي يفتح المجال لوصول الجيش وحلفائه نحو بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين شمال شرق ادلب.
أما جبهة البحوث العلمية وصولاً إلى بلدة المنصورة غرب المدينة فتكتسي أهمية منقطعة النظير للجيش الساعي إلى تطهيرها لمنع تكرار ما حدث اثناء تقدم المسلحين نحو حي حلب الجديدة في “الملحمة” الثانية لميليشيا “الفتح” وميليشيا “حركة نور الدين الزنكي” بينما تحتل بلدتي المنصورة وخان العسل الهدف التالي للجيش لتامين الجبهة الغربية وحماية منطقة منيان وحلب الجديدة وضاحية الأسد ضد أي خطة لشن معركة جديدة باتجاه خطوط تماس الجبهات الغربية لمدينة حلب.
الوطن أون لاين