مدير الحراج: حرائق الغابات حصلت بفعل بشري ولا علاقة للطبيعة
أكد مدير الحراج في وزارة الزراعة حسان فارس أن الحرائق التي تعرضت لها الغابات في المحافظات الساحلية والوسطى لم تكن ناجمة عن البيئة أو درجات الحرارة وإنما كانت نتيجة فعل بشري مقصود، مضيفاً: ويندرج في إطار الحرب التي تشن على سورية منذ 9 سنوات.
وأشار لـ«الوطن» إلى أن هذه الحرائق أدت إلى التهام مساحات كبيرة من خيرة الغابات، وحدثت هذه الحرائق على الرغم من كل الاستعدادات التي تتخذها دوائر الحراج ومخافر الحراج في كل مناطق انتشار الغابات، حيث تم توفير كل مستلزمات الدعم اللوجستي لهذه المراكز لمواجهة أي حريق، ابتداء من الآليات والسيارات والوقود وأجهزة الاتصال، وكذلك التواصل مع مختلف الجهات العامة والمحلية للقيام بدورها في منع حدوث أي حريق، والعمل على إزالة الأعشاب من جوانب الطرق، وتقليم الأشجار على جوانب الطرق وبمحاذاة أسلاك الكهرباء، وبمحاذاة السكك الحديدية، لكن الذي حصل أن من خطط لهذه الأعمال الإجرامية كان هدفه تشتيت أي جهود وإمكانيات مهما كانت كبيرة، حيث اشتعلت كل هذه المناطق في وقت واحد، وفي مناطق جغرافية متعددة، بهدف منع التركيز وحشد الجهود على مكان واحد، ومن خلال أبراج المراقبة العالية تبين أن بدء الحرائق كانت في وقت واحد.
ولفت فارس إلى أنه بناء على توجيه وزير الزراعة ومتابعته على مدار الساعة، تقوم مديرية الحراج ومديريات الزراعة في المحافظات بتشكيل لجان فنية مساحية لحصر المساحات المحروقة بمنتهى الدقة، وإجراء الفرز بين العقارات الخاصة والعامة التي تعرضت للحريق، وتحديد نسب الأضرار فيها، وتقوم جهات أخرى في وزارة الزراعة بإجراء الدراسات الفنية والقانونية للمناطق المتضررة.
وبين أنه في حال كان هناك توجه لتعويض الأضرار فإنه يتم تكليف الجهة المعنية بذلك، لأن التعويضات عادة تمنح في حال الكوارث الطبيعة، وما جرى هو نشاط بشري خاطئ ولا علاقة للطبيعة في هذه الحرائق.
وأوضح أنه بعد انتهاء أعمال الفرق الفنية والمساحية، تتم زراعة المناطق المحروقة وتكون وفق دراسة فنية وبشكل فوري وحسب خطورة كل موقع لمنع استفادة من اعتدى على هذه المواقع الحراجية من فعلته، وهناك بعض المناطق لا تعاد زراعتها لأن النباتات فيها طبيعة وتجدد ذاتها بنفسها، أما الصنوبريات فتحتاج إلى قطع الأشجار واستثمار الأخشاب ومن ثم إعادة استصلاح وتأهيل تلك الأراضي وتحريجها.
وحول مدى توافر الآليات اللازمة لإطفاء الحرائق في تلك المناطق أكد فارس أن هناك خطة موضوعة لمواجهة أي حريق منوهاً بتوافر جميع الأدوات اللازمة لذلك، مضيفاً: لكن ما جرى كان أكبر مما هو مخطط لمواجهته بشكل طبيعي، حيث تعرضت غابات في مناطق نسبة ميول الأرض فيها 80% بحيث لا يمكن أن تصلها أي آلية مهما كان نوعها، ولا يمكن إقامة خطوط نار فيها، ولا شق الطرق ضمنها لصعوبة المسالك والطبوغرافيا وخاصة في جبال اللاذقية.
وأشار إلى الحاجة إلى تركسات وصهاريج وسيارات حقلية وتجهيز بنى تحتية أكثر وزيادة الدعم والبنى التحتية، حتى تتم مواكبة أي طارئ بالشكل المناسب، وقال: نحن بأمس الحاجة للطيران الخاص في الإطفاء، وقد كان لدينا 5 طائرات إطفاء حرائق قبل الأزمة، دمرتها المجموعات الإرهابية في مطار تفتناز.
محمود الصالح