العناوين الرئيسيةمحلي

مدير مديرية الشؤون السياسية في الساحل “إياد الهزاع”: زيارتي إلى القرداحة اليوم لم تكن مجرد زيارة عابرة.

دخلتُ المدينة التي لطالما ارتبط اسمها في أذهان السوريين بعقود من القمع والسلطة، وكنتُ مدركاً لحساسية المكان وثقله الرمزي، ومع ذلك ذهبت لا أحمل خطاباً سياسياً، بل نية صادقة للاستماع والمصافحة، وفتح الباب أمام حوار وطني حقيقي.

جلست مع أُسرٍ فقدت أبناءها، ومع شبابٍ ما زالوا يحملون أثقال الحرب في وجوههم وأصواتهم. لمستُ مشاعر الخوف، والريبة، وحتى الغضب، لكنني لمست أيضاً شيئاً أعمق رغبة مكبوتة في المصالحة، وحنيناً لوطن ينتمون إليه.

قلتُ لهم بوضوح: لسنا هنا للثأر، ولا لتصفية الحسابات، نحن هنا لنُعيد تعريف الوطن، ليشمل الجميع دون استثناء، وليبدأ من اعترافنا المتبادل بالألم، والحق، والكرامة.

القرداحة ليست تهمة، ولا استثناء، بل جزء من هذا البلد الذي نحاول جميعاً أن نعيد بناءه على أسس جديدة: العدالة، والمساواة، والعيش المشترك.

غادرتُ القرداحة اليوم وأنا أكثر يقيناً بأن المستقبل لن يُصنع بالخطابات، بل بالصدق، والشجاعة، ومدّ اليد حتى نحو من كنا نظنهم أبعد الناس.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock