مدير «معهد واشنطن»: على السعودية ودول الخليج دفع حصتهم من ثمن الدفاع الجماعي في الشرق الأوسط
واعتماداً على سجل دونالد ترامب، بيّن ساتيلوف أنه يمكن تحديد أربعة أهداف استراتيجية رئيسية من سياسته تجاه الشرق الأوسط، وهي أولاً، سوف تقوم الولايات المتحدة بشكل سريع وكلي بـالقضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية» – وليس إضعافه أو تقليصه أو احتوائه، في إطار حملة أوسع تستهدف الدعاة والمنفذين لإيديولوجية الإسلام الراديكالي المتطرف.
وإحدى نتائج هذه الخطوة هي أن تصنيف الأصدقاء والحلفاء سيصبح منوطاً أكثر فأكثر بمدى مشاركتهم هذه الأهداف ومساهمتهم في هذه المساعي. ومن المرجح أن تكون مصر هي المستفيد الرئيسي بين الدول العربية وتركيا بين الدول غير العربية.
ثانياً، سوف تتبنى الولايات المتحدة موقفاً صارماً تجاه إيران. وثالثاً، سوف تحرص الولايات المتحدة على أن يدفع الحلفاء أمثال المملكة العربية السعودية وغيرها من دول الخليج حصتهم من ثمن الدفاع الجماعي. أما رابعاً، فسوف تعيد الولايات المتحدة إرساء علاقة الصداقة مع “إسرائيل” على الصعيدين الاستراتيجي والسياسي.
وبحسب ساتيلوف، تسلط الأهداف الأربعة تلك الضوء مباشرةً على خمسة تناقضات، وهي أولاً، قد يكون التزام القضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية» أحد التعهدات القليلة الواضحة والملحة للرئيس الأمريكي في سياسته الخارجية. بيد، إن صّد إيران ومقاومتها يبقى هو أيضاً مهماً وربما بدرجة أكبر.. فكيف يجب على الولايات المتحدة أن توفّق بين هذين الهدفين المتلازمين؟
ثانياً، إذا أثبتت روسيا فائدتها كشريك في القضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية»، فكيف يمكن استغلال هذه الشراكة دون تقوية إيران، أبرز حليف لموسكو في الشرق الأوسط؟ لعل التسبب بخلاف بينهما يعدّ فكرة سليمة من حيث المبدأ، ولكن هذه السياسة صعبة التنفيذ.
ثالثاً، من الممكن أن يحقق القضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية» انتصاراً باهظ الثمن وقصير الأجل إذا لم تَتخذ الولايات المتحدة وشركاؤها الخطوات الكفيلة بضمان عدم قيام جيل آخر من الجهاديين الراديكاليين.
رابعاً، قد تكون مصر المستفيد السياسي الأكبر من هذا التركيز الجديد على التطرف الإسلامي، ولكن باستثناء الدعم المقدّم من البيت الأبيض، كيف ستتعامل إدارة ترامب مع حاجة القاهرة إلى تحويل هذه الصداقة المتجددة إلى مورد مالي لمعالجة المشاكل الاقتصادية التي تزعزع استقرار مصر؟
خامساً، بالنسبة لـ”إسرائيل”، من شبه المؤكد أن العلاقة الثنائية الجديدة مع واشنطن ستكون ودية وقوية. وبالفعل فإن العلاقة الشخصية بين ترامب ونتنياهو مؤهلة للارتقاء إلى مستوى الصداقة والشراكة التي جمعت بيل كلينتون وإسحق رابين. لكن التناقض هنا هو أن حاجة “إسرائيل” الاستراتيجية الحقيقية من واشنطن تتخطى نطاق العلاقة الثنائية. فما تحتاجه فعلاً “إسرائيل” شأنها شأن حلفاء الولايات المتحدة القدامى الآخرين في المنطقة هو إعادة التأكيد على موقع أمريكا القيادي بعد فترة من اللامبالاة كما يعُتقد من جانب إدارة أوباما.
فهل الرئيس ترامب جاهز وعلى استعداد ليكون قائد ملتزم وفعال لفريق الدول الإقليمية الموالية للغرب، مع كل ما يترتب عن ذلك من تنامي الانخراط الأمريكي في التحديات المعقدة داخل المنطقة؟.