عربي ودولي

«مركز الدراسات الأمريكية والعربية»: التقارب بين بوتين وترامب يشعل الصدام في أمريكا

نشر مركز الدراسات الأمريكية والعربية، في واشنطن، تحليلاً حول اتجاهات العلاقات الروسية الأمريكية، والضغوط التي تمارسها إدارة أوباما على ترامب لتعطيل التفاهم الظاهر للعيان بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ووصف المركز، العلاقات الأميركية مع روسيا بأنها بند ثابت لا يتغير على أجندات الحكومات الأميركية المتعاقبة، تتحكم في آفاقه العقلية الاميركية والشعور بالتفوق والأحادية في تقرير مصير العالم -أحادية الهيمنة- رغم كل التحولات الدولية وفشل الحروب الاميركية، المباشرة وغير المباشرة، التي بدأت ملامحها تؤتي ثمارها تراجعا في نطاق النفوذ الاميركي وارتفاع منسوب قلق حلفاء واشنطن واعوانها، لا سيما في ساحة الاشتباك في الشرق الاوسط.
وبيّن التحليل، أننا أمام مرحلة تبشر بالصدام بقرار أميركي على كافة المستويات القيادية، أقله لقطع الطريق على الرئيس المقبل -ترامب- وتقييد حركته المهادنة نحو موسكو.
وأشار المركز إلى تصريح أحد أهم خبراء الشأن الروسي والصحافي بيومية نيويورك تايمز، ستيفن كوهين، الذي حذّر من تفاقم الازمة قائلاً «نحن على ابواب اخطر مرحلة صدام مع روسيا منذ أزمة الصواريخ الكوبية». وأضاف في مقابلة مع على شبكة الراديو العامة «ينبغي علينا الاسراع في مناقشة المسألة على نطاق واسع .. الاجواء العامة الراهنة تعيق وتكبل النقاش الجاد خشية من الصاق التهم الجاهزة بأن كل من يختلف مع السردية الرسمية هو عبارة عن تابع ووكيل لبوتين».
وشدد الصحافي على ان صحيفة نيويورك تايمز هي إحدى تلك المنابر الجاهزة لالقاء التهم إلى جانب اعضاء مجلس الشيوخ «الصقور».
وبين المركز أنه وفقاً للتوصيفات والتحذيرات تلك يبدو وكأن المعني مباشرة هو تيار الحرب ممثلا بالسيناتور جون ماكين وأعوانه الذي الصق تهمة «الكذب والرياء» سلفاً بكل من يخالف الرواية المعادية لروسيا.
وبحسب تحليل مركز الدراسات الأمريكية والعربية، فإن المشهد الدولي الراهن يتسم بعودة «اللعبة الكبرى» بين الولايات المتحدة وروسيا، تعزز فيها الاولى التمدد العسكري لقوات حلف الناتو والتحرك لتشكيل وضعية حصار حول حدود روسيا الطبيعية؛ القاذفات الاستراتيجية الروسية تحلق بالقرب من الاجواء الاميركية ودول الحلف الاخرى؛ تتربص القوتين ببعضهما البعض في ساحات الاشتباك الملتهبة في سوريا ومناطق اخرى.
وأضاف التحليل، إن أحد أبرز قيادات الحزب الديموقراطي من التيار الليبرالي، آدم شيف، وجه نقداً حاداً للإدارة الأميركية لعدم إقدامها على اتخاذ مواقف مناسبة «ضد روسيا» في وقت مبكر إذ توفرت لها الدلائل على تدخلها كما زعمت.
وأوضح «لا أقبل القول إن الادارة لم يكن بوسعها التحرك مبكراً -قبل نتائج الانتخابات- نتيجة عدم توصلها لدلائل وقرائن تعزز الاتهامات. الأدلة كانت واضحة منذ زمن طويل وقبل توجه الإدارة للإعلان عنها». مشيرا الى سعيه في شهر ايلول الماضي الايحاء بالأمر نظرا لعضويته في لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ.
وبحسب التحليل، فإن بعض الخبراء في واشنطن يرجحون إقدام أوباما على اتخاذ إجراءات ضعيفة ضد روسيا نظراً لعجزه تبني إجراءات أحادية الجانب اتساقا مع القوانين السارية حالياً، التي تمنح الرئيس فرصة اتخاذ ما يراه مناسبا ضد ما يستشعره تهديدا للأمن القومي الأميركي او استقرار النظام المصرفي.
وخلص تحليل مركز الدراسات العربية والأمريكية إلى أن مساعي معسكر توتير العلاقة مع موسكو سيستمر عبر قراصنة لجان الكونغرس التقليديين المعادين لروسيا لتعطيل او عرقلة اي تفاهم محتمل بين بوتين وترامب بعد تسلمه الرئاسة، وسيكون أحد الاختبارات الأولى كيفية تعامل هذه اللجان مع مرشحي ترامب لمنصبي الخارجية والدفاع تحديداً في جلسات المناقشة للتصديق على اختيارهما.

الوطن أون لاين

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock