معلومات أقرب إلى الحقيقية من «بار الصحفيين» في مبنى الأمم المتحدة بجنيف
في وقت تتجه فيه الأنظار إلى انطلاق أعمال «اللجنة الدستورية» اليوم في قصر الأمم المتحدة بمدينة جنيف، يتجمع في «بار الصحفيين» داخل القصر الصحفيون لاحتساء القهوة.
ويتم في هذا «البار» الذي هو عبارة عن مقهى ومطعم للوجبات السريعة وسمي ظلماً «بار» أحاديث ومعلومات بين الصحفيين، رصدت «الوطن» العديد منها، والتي تبقى معلومات كواليس لكنها قريبة جداً من الحقيقة، وهي مرتبطة بالوفود الثلاثة (الوفد المدعوم من الحكومة ووفد المجتمع الأهلي ووفد المعارضات) وبالمبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون وبمكتبه وبالوفد الإعلامي المرافق وبآليات عمل اللجنة الدستورية، وننشر هنا أبرزها:
• من خلال مجريات الأمور وعدد الاجتماعات والتنظيم ذكر في الكواليس أن الوفد المدعوم من الحكومة أكثر تنظيماً ودقة والتزاماً، ووجوده طاغ على وجود الوفدين الآخرين (المجتمع الأهلي والمعارضات) وهو ما يدفع المبعوث الأممي للتعامل معه بالمثل والأخذ بمقترحاته.
• كانت هناك نقطة خلافية حول آلية الاجتماعات حيث كانت هناك ثلاث وجهات نظر الأولى من الوفد المدعوم من الحكومة السورية الذي رأى أن تكون اجتماعات اللجان المصغرة لمدة أسبوع ثم استراحة مدة أسبوعين، والثانية من وفد المعارضات الذي رأى أن يكون اجتماع «المصغرة» مدة ثلاثة أسابيع والاستراحة مدة أسبوع واحد فقط، أما وجهة النظر الثالثة فهي من مكتب المبعوث الأممي بيدرسون الذي اقترح أن يكون اجتماع اللجان المصغرة مدة أسبوعين مقابل استراحة مدة أسبوعين، وحسبما دار في الكواليس تم القبول باقتراح الوفد المدعوم من الحكومة، على أن يعقد اجتماع واحد في اليوم ولمدة أربع ساعات.
• بدا واضحاً أن المبعوث الأممي يبدي مرونة كبيرة في التفاوض مع الوفود ويوافق على أغلبية مقترحاتهم دون أي اعتراض، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على تصميم بيدرسون على إنجاح مهمته.
• ما يزال غير معروف أسماء اللجنة المصغرة المنبثقة عن وفد المجتمع الأهلي حتى ساعة كتابة هذه السطور، ووفق معلومات الكواليس فإن مكتب المبعوث الأممي يريد أن يفرض أسماء محددة على اعتبار أنهم خبراء، الأمر الذي لم يلق استحساناً من كامل المجموعة ولم يتم التوافق عليه وهو ما أخر إعلان أسماء اللجنة المصغرة الخاصة بوفد المجتمع الأهلي حتى ساعة إعداد هذه المادة.
• خلال اجتماع خولة مطر نائب المبعوث الأممي مع وفد المجتمع الأهلي بعد وصولهم أول من أمس إلى جنيف، رحبت بهم وطلبت من كل شخص أن يعرف بنفسه وبعمله ثم حاولت ضخ الثقة بالوفد وقالت لهم إنه للمرة الأولى يشارك المجتمع المدني بهذا الشكل في صياغة دستور لبلاده، وحسبما دار في الكواليس فإنه لم يكن قد وصل جميع أعضاء الوفد أول من أمس وبالتالي لم تجتمع مطر مع أعضاء الوفد الخمسين جميعاً، وحسب المعلومات التي ترددت في «بار الصحفيين» فإن الغائبين كانوا من المقيمين خارج سورية باعتبار أن المقيمين بسورية التسعة والعشرين وصلوا أول من أمس، كما ترددت أنباء في الكواليس أن هناك من يريد الانسحاب من وفد المجتمع الأهلي.
• كان لافتاً منذ إعلان تشكل اللجنة الدستورية ونشر أسماء الوفود أن وفد المعارضات وما تسمى «هيئة التفاوض» المنبثق عنها لم يتوقف عن التصريحات لوسائل الإعلام في محاولة لتعويم نفسه على أنه يفرض أجندات وآليات عمل من قبله، وفي هذا السياق كان آخر تصريحاتهم أمس إعلانهم إعداد دستور يريدون طرحه.
• مصادر داخل مبنى الأمم المتحدة أكدت وفق ما ذكر في الكواليس، أن المبعوث الأممي أعجب بالوفد المدعوم من الحكومة السورية خلال لقائه بهم وتعرفه عليهم، إذ إنه أعجب بأن أغلبهم أكاديميون وأساتذة جامعات ومثقفون وفيهم نسبة كبيرة من القانونيين ويمثلون كل تيارات المجتمع السوري.
• يتم التداول في الكواليس أن بيدرسون أبدى انزعاجه أو بكلمة أخرى عتبه على اللجنة المصغرة المنبثقة عن وفد المعارضات لعدم وجود تمثيل نسائي جيد فيها إذ اقتصر التمثيل النسائي على اثنتين فقط وهو ما لم يعجب المبعوث الأممي.
• قبيل وصول الوفود الثلاثة الخاصة باللجنة الدستورية إلى جنيف أول من أمس، كان هناك اجتماع للمجلس الاستشاري النسائي التابع للمبعوث الأممي في جنيف مع بيدرسون ومع فريقه، فيما يبدو أن اجتماعهم ذو صلة بملف اللجنة الدستورية، وفق تحليلات الصحفيين في الكواليس.
• خلال اجتماع بيدرسون أمس مع وفد المجتمع الأهلي ظهرت خلافات كبيرة بين أعضاء الوفد حول آلية الجلوس في جلسة اليوم حيث طالب البعض باحترام النسب والبروتوكول في حين اعترض البعض الآخر على أن يكون الجلوس وفق أبجدية الأسماء وانتهى الاجتماع دون التوصل إلى توافق على أن يتفق الوفد بينه ويبلغ مكتب المبعوث الأممي الخاص بما توصل إليه.