معهد «كاتو»: زيارة ترامب إلى السعودية تقدم الكثير من المآزق له ولموظفيه
استبق معهد «كاتو» الأمريكي نتائج زيارة ترامب إلى السعودية قبل أن تبدأ، مبيناً أنها تقدم الكثير من المآزق المحتملة للرئيس الجديد وموظفيه، كما أنها لا تقدم سوى القليل في مجال الخلافات السياسية، رغم أنها تتيح فرصة قيمة للإدارة الجديدة لكي تنأى بنفسها عن الاضطرابات داخل البلد.
جاء ذلك في مقال نشره المعهد للباحثة إيما آشفورد، بعنوان «ترامب العربية» إشارةً إلى الملكة العربية السعودية، أشارت خلاله إلى زيادة تراامب إلى السعودية تجاوز الوجهات الرئاسية النموذجية في أول زيارة خارجية، والتي عادةً ما تكون باتجاه كندا.
وأشارت آشفورد إلة أنه رغم تعليقات ترامب السلبية حول المملكة العربية السعودية خلال حملته الانتخابية، إلا أن كان أكثر دعماً لها منذ تسلمه الرئاسة، لذا من المرجح أن يحظى باستقبال حار في الرياض. ومن جانبهم، استثمر السعوديون بشكل كبير في الضغط على الإدارة الجديدة، لاعتقادهم بأنها يمكن أن تعمل على عدة قضايا مكافحة الإرهاب وإيران.
وبينت الباحثة ي مقالها أن من المتوقع خلال الزيارة أن يصدر ترامب إعلانين، الأول هو بيع أسلحة ضخمة على مدى عقد من الزمن، وتتضمن الحزمة عددا من الأنظمة المتقدمة، بهدف إلى تحسين القدرات العسكرية للمملكة العربية السعودية. أما الإعلان الثاني، فهو إنشاء «حلف شمال الأطلسي العربي» رغم التردد الذي يحيط به، وعلى الرغم من أن مثل هذه الفكرة قد اقترحت من قبل، فإن الواقع الإقليمي منعها من التقدم خارج إطار الفكرة.. علماً بأن احتمال الفشل قد لا يقلق ترامب أو القيادة السعودية، فكلاهما قد أظهرا ميلاً للسياسة التي تتميز بالإعلانات الكبيرة المبهرجة التي نادراً ما تتبعها خطوات ملموسة على الأرض.
وبحسب آشفورد، فإن ما يبعث على مزيد من القلق هو احتمال زيادة التعاون الأميركي- السعودي ضد إيران. فعلى الرغم من أن ترامب لم يبد حتى الآن رغبته في خرق الاتفاق النووي الإيراني، إلا أنه فرض عقوبات جديدة على إيران، ووعد مراراً بسياسة أمريكية أكثر حزماً في التعامل مع سلوك إيران الإقليمي، وللأسف، ينطوي هذا النهج على مخاطر، بما في ذلك احتمال تقويض الاتفاق النووي أو خلق نزاعاً إقليمياً أوسع نطاقاً.
وأوضحت آشفورد أنه بينما قد يتفق الرئيس والقادة السعوديون على العديد من القضايا السياسية، فإن القمة تقدم العديد من مجالات الصراع المحتمل ومن ناحية أخرى، وجه المضيفون دعوة إلى الرئيس السوداني عمر البشير، الذي وجهت إليه المحكمة الجنائية الدولية حالياً لائحة اتهام بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، وهو خيار أزعج الكثيرون في واشنطن، إن لم يكن بالضرورة الرئيس نفسه.
ونوهت الباحة بنه من المرجح أن يقدم ترامب دعماً غير مقصود إلى جانب واحد في الصراع النشط بين محمد بن نايف ولي العهد السعودي ومحمد بن سلمان ابن الملك والثاني في العرش.
وأشارت إلى خطاب ترامب المقرر حول الإسلام، مبينة أنه يعد بمجموعة متنوعة من الفرص لسوء الفهم والأخطاء. إذ إنه إضافةً إلى عادة الرئيس بالانحراف عن الملاحظات المعدة، فإن الخطاب نفسه يقال أن المستشار ستيفن ميلر قد كتبه، وميلر ليس فقط وراء حظر سفر ترامب المثير للجدل إلة مختلف الدول الإسلامية، ولكنه شن حملة أيضا خلال سنوات دراسته الجامعية لإذكاء الوعي بمخاطر الفاشية الاسلامية.
الوطن أون لاين